Mosaique de la chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj

Mosaique de la chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj
Mosaique de la Chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj

La tâche prophétique de l'agent de communication chrétien

« L'agent de communication chrétien en particulier a une tâche prophétique, une vocation: dénoncer les faux dieux et les fausses idoles d'aujourd'hui — matérialisme, hédonisme, consumérisme, nationalisme étroit, etc. ... — proclamant à tous un ensemble de vérités morales fondées sur la dignité et les droits humains, l'option préférentielle pour les pauvres, la destination universelle des biens, l'amour des ennemis et le respect inconditionnel de toute forme de vie humaine, de la conception à la mort naturelle; et la recherche de la réalisation la plus parfaite du Royaume dans ce monde, tout en demeurant conscient que, à la fin des temps, Jésus restaurera toutes choses et les retournera au Père » (cf. 1 Co 15,24)." {

{L'ethique dans les moyens de communication sociale", Mgr John Folley Vatican 2000}

mardi 28 novembre 2017

تخريج دفعة اليوبيل الذهبي في كلية الاعلام في اللبنانية ايوب: الاعلام يتطلب وعيا واخلاقا مهنية ونقل الحدث والصورة بعيدا من الاهواء

احتفلت كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية، بتخريج طلابها، دفعة اليوبيل الذهبي، برعاية رئيس الجامعة البروفسور فؤاد ايوب، في قاعة المؤتمرات في مجمع بيار الجميل الجامعي – الفنار، في حضور رئيس الجامعة البروفسور فؤاد أيوب، عميد كلية الاعلام البروفسور جورج صدقه، مدير كلية العلوم الفرع الثاني الدكتور شوقي صليبا، مدير الفرع الاول الدكتور رامي نجم، مدير الفرع الثاني الدكتور هاني صافي، ممثل الاساتذة لدى مجلس الجامعة الدكتور عماد بشير وحشد من الاساتذة والخريجين وذويهم.
أبي شقرا
بداية بالنشيدين الوطني اللبناني والجامعة اللبنانية، ثم ألقت مقدمة الاحتفال الدكتورة وفاء أبي شقرا كلمة رحبت فيها بالحضور وأشادت بأهمية المناسبة.
ثم كانت كلمة الخريجين، ألقتها الطالبة ليال المصري باسم خريجي الفرع الأول والطالبة مريم المصري باسم خريجي الفرع الثاني.

بشير
والقى الدكتور بشير كلمة قال فيها: “طاب يومكم، وطابت فيه عيون سهرت معكم ساعة بساعة على مدار سني دراستكم، حتى وصلتم الى هذه اللحظة المضيئة في عمركم المديد بعون الله، والسعيد ببر الوالدين المؤدي الى طريق من حرير على أبواب وطن تجتمع فيه الارادة الطيبة والمحبة العامرة، حتى نصل الى مجتمع يزهو بالمعرفة. ويلمع ذهبا من يوبيل صنعتموه أنتم ومن سبقكم من خريجين على مدار عقود خمسة نغرسها في عيون كل من يسعى الى هدم حاضنتنا جامعتنا لبنانيتنا”.

اضاف: “لن ينالوا منا، ها أنتم اليوم تقولون لهم ولغيرهم نحن مستمرون وكليتنا تبقى رائدة الإعلام والإعلاميين وهي، من دون منازع، أم الكليات في الاعلام والمعلومات”.
وتابع: “يتزامن تخرجكم مع انطلاقتين كبيرتين. الانطلاقة الأولى لبنانية خالصة ستحتاج الى جهودكم، وستعتمد على معارفكم. وستكونون من ركائزها ومن أسباب ارتقائها. حكومة لبنان الالكترونية، أنتم من جنودها، وفيكم مهارات بنائها، ولديكم قدرات غرسها وزرعها في مقومات مجتمعنا وأبناء وطننا. وعندكم من المعرفة ولديكم من القدرة في تسويق خدماتها ما تدهشون به المشككين في صلابة مناهجنا وبرامجنا التعليمية.
أما الانطلاقة الثانية، فهي عالمية مع بعد محلي. أعني برنامج الأمم المتحدة العالمي للعام 2030. سبعة عشر هدفا يراد تحقيقها والوصول اليها في كل أصقاع الأرض، وفي كل مكان فيه جوع، وفيه فقر، وفيه فجوة الامية بالقراءة، وفجوة الامية المعلوماتية، وفيه فجوة الوصول الى المعلومات، وفجوة المعرفة بالصحة وبالثقافة وبالعلم والتربية. 
أنا أدعو الجامعة اللبنانية بكلياتها كافة الى تلقف المبادرة والانخراط على مستوى الوطن في تبني الخطة والاسهام في تحقيق ما يمكن لبنانيا بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات الدولية المعنية من خلال توفير الاستراتيجيات والدراسات والتدريب، وكل ما أمكن الاسهام به حتى نصل الى تحقيق الأهداف المرجوة لبنانيا. وبالطبع ستكونون أنتم أيها الخريجون ومن سبقكم ومن سيليكم ومعكم جيش الجامعة اللبنانية من أساتذة وطلاب في طليعة المساهمين، حتى يصل لبنان مع حلول العام 2030 الى مصاف البلدان الغنية معلوماتيا بكل ما تعنيه هذه التسمية من معاني المواطنةوالمعرفة والعلم والقوة”.

وختم، مباركا باسمه وباسم الهيئة التعليمية في كلية الاعلام “تخرجكم الميمون وأتمنى لكم النجاح المستمر والتوفيق الدائم”.
صدقة
ثم كانت كلمة البروفسور صدقة فقال: “فوج جديد من الخريجين ينطلقون من كلية الاعلام اليوم لينضموا الى الاف خريجي كليات الجامعة اللبنانية سنويا مزودين بالمعارف والمهارات ليبدأوا مسيرتهم المهنية ويساهموا في وضع مدماك جديد في بنية الوطن.
منذ خمسين عاما انطلقت كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية في مسيرة مهنية واكاديمية استجابة لحاجة وطنية. وقد اختار خريجو اليوم اسم “دفعة اليوبيل الخمسين” لتخليد ذكرى التأسيس وتأكيدا على عراقة هذه الكلية وتاريخها وما قدمه خريجوها وما يزالون في ميادين عملهم. وستقوم احتفالات اليوبيل الذهبي في الاشهر المقبلة بالاضاءة على هذا التاريخ وعلى هذا الدور”.

وأعلن ان “تاريخ كليتنا العريق يحملنا، نحن واياكم، ادارة وخريجين، مسؤولية اضافية في الحفاظ على دورها ومكانتها. وادارة الجامعة اللبنانية بشخص رئيسها البروفسور فؤاد ايوب حريصة على تقديم كل الدعم لكليتنا وتلبية حاجاتها، كما ان مديري الفرعين ورؤساء الاقسام لا يألون جهدا في مواكبة تطوير الكلية من تجهيزات ومناهج وبرامج من اجل مواكبة التطور السريع الحاصل في ميادين اختصاصاتها، لا سيما وان الثورة التكنولوجية الاهم في العالم اليوم، ثورة الاتصالات، هي في صلب ما تدرسه الكلية في ميادينها المهنية: وهي مهن الصحافة والاعلام، مهن الاعلان والتواصل المؤسساتي، ومهن ادارة المعلومات. ادوات العمل في مهنكم هذه هي الكلمة والصورة والمعلومة، وهي التي تؤسس لبناء الفكر وتغيير المجتمعات. من هنا اهمية دوركم ودور كلية الاعلام”.
وقال: “تنطلقون اليوم الى حياتكم الاوسع خارج اسوار الجامعة، وستتلمسون ان الشهادة التي سعيتم لنيلها سنوات طوال بالكد والتعب والسهر، والتي رأيتم فيها طوال سنوات انها الهدف الاسمى، سوف تكتشفون ان الشهادة انما هي بداية طريق أخرى لا تقل تعبا وكدا عنها، وليس دوما بنتيجة توازي الامال او الاتعاب. ستنطلقون الى الحياة العملية وهي اصعب من مقاعد الدراسة. سترون ان كثيرا من القيم التي تربيتم عليها في الجامعة ليست محترمة”.
اضاف: “لقد تربيتم في الجامعة على التسامح وقبول الاخر واحترام الرأي الاخر، تربيتم على المنافسة الشريفة، تربيتم على ان الغاية لا تبرر الوسيلة، تربيتم على ان الاخلاق هي اولوية على الصعيدين الشخصي والمهني، تربيتم على ان المصلحة العامة تعلو على المصلحة الفردية وعلى مصلحة المجموعات والاحزاب والطوائف، تربيتم على قيم العمل والكد، وعلى ان لا ارتقاء من دون جهد. سترون ان احترام هذه المبادئ ليس دائما بالامر السهل. قد يقولون لكم، ما تعلمتم في الجامعة لا يتناسب مع سوق العمل ومع متطلبات الحياة اليومية. فلا تستسلموا لاغراءات المجتمع التي قد تقودكم في اتجاهات معاكسة لما تعلمتموه، واعلموا ان التغيير الذي نطمح اليه كلنا كلبنانيين يبدأ من الذات”.
وتابع: “فالجامعة لم تؤهلكم فقط كي تحصلوا على الشهادة وكي تتعلموا المعارف والمهارات. فللجامعات ادوار اخرى منها بناء المجتمع بشكل سليم. والجامعة اللبنانية هي مقلع القيم الوطنية، جيش لبنان الثاني، وملتقى الشباب اللبناني الطامح الى بناء ذاته وبناء الوطن. فأنى كنتم انشروا هذه القيم وحافظوا عليها، مهما أحاطت بكم الصعوبات. الكلية تهنئكم على انجاز هذه المرحلة من مسيرتكم العلمية وتهنئ اهلكم وعائلاتكم. انظروا الى الامام، انظروا الى الاعلى، المستقبل لكم وانتم بناته، فكونوا خير بنائين”.
أيوب
وقال راعي الاحتفال رئيس الجامعة البروفسور ايوب: “ككل عام تحضر المناسبة وتحل الفرحة حاملة معها باقات جديدة من أزهار النجاح، بأثواب خيوطها سطور من التعب ونسيجها عناء سهر وكد وتعب. ومع اليوبيل الذهبي لعمر كلية الإعلام تعود مشاعر الرضى والارتياح لتسكن القلوب وتنعش النفوس بلقاء يوم منتظر، يوم التخرج. إنها الصورة التي طالما ارتسمت في أذهان الأهل قبل الطلاب وفي ضمائر حملة رسالة التعليم في كلية نعتز بعطائها وبتاريخها الحافل بالنجاحات وإطلاق أسراب من متخرجيها دونوا في صفحات الإعلام أسماءهم، وكان لهم الوجود البارز في وسائله المتعددة. فكلية الإعلام وعبر مسيرتها الخمسينية استطاعت أن تبسط أجنحتها في هذا الوطن بروادها الذين أغنوا صحافته وإعلامه بهامات وقامات باتت اليوم عناوين كبيرة في مساحته وميدانه الصحافي والإعلامي”.

اضاف: “وإذا ما تكلمنا عن الإعلام في زمننا الحاضر، فإننا نتكلم عن مرفق حيوي، وعن قطاع من القطاعات الأولى في العالم والذي أصبح يشكل أساسا مفصليا في حياة الدول والشعوب، لما لتأثيراته من تداعيات إيجابية أو سلبية. فالنهضة التكنولوجية الحديثة التي جعلت الإعلام عصبا يربط العالم ومجتمعاته، بل إلى الأفراد حيثما حلوا وأينما وجدوا زاد في سبل إيصال المعرفة وساهمت في حماية الإنسان وتحصنه حيال أي أمر طارئ ممكن أن يعرض الحياة لمخاطر محتملة، إضافة إلى دوره في رسم معالم المتغيرات والتبدلات وعلى المستويات كافة”.
واكد ان “ما نشهده اليوم في العالم من وقائع وأحداث سياسية أو عسكرية، فإن الإعلام فيها هو اللاعب الأول فيها”. وقال: “من هنا يبرز دور الإعلامي الذي لا يقل أهمية عن دور المسؤول الذي أوكلت إليه مهمات في تصويب المسار والسلوك، وهذا ما يتطلب وعيا وتنبها وأخلاقا مهنية مجردة من أي غاية أو هدف شخصي أو نفعي، حيث يقضي الواجب المهني نقل الحدث والصورة بعيدا من الأهواء أو الغرائز”.
وختم: “إن تخصصكم جدير بتقدير دوره واحترام غايته، والنزاهة هي الميزان الذي يعطيكم عدالة توصيفكم في المستقبل، فكونوا أمناء على مهنتكم، صادقين في أقلامكم، أحرارا في حروفكم بما لا يلامس التجني أو التجريح. واعلموا أن في الغد من سيتكلم عن أدائكم وعملكم فحاولوا أن تصنعوا في أنفسكم ما يسرها ويسرنا نحن أيضا، لأن نجاحكم هو نجاح للمؤسسة التي خرجتكم وأعطتكم من خيرة عقول أبنائها. مبارك لكم التخرج وإلى مزيد من النجاح”.
تلا ذلك توزيع الشهادات على الخريجين.
وطنية

27=11=2017

http://www.ucipliban.org/%D8%AA%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%AC-%D8%AF%D9%81%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9/?utm_source=feedburner&utm_medium=email&utm_campaign=Feed%3A+ucipliban+%28%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%83%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A+%D9%84%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-+%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%29

حمد الأيوبي... سقطة جديدة في عالم الحريات الإعلامية

ليبانون ديبايت"
تتهاوى السقطات المدوية في عالم الحريات الإعلامية في بلدٍ لطالما تغنّى بشعار حرية الرأي، تغنّى فيه حدّ ما تحوّل إلى "كليشيه" مقيت، وقد لا نقع في فخ المبالغة إذا ما قلنا إنه تحوّل إلى كرة مهترئة تتقاذفها القوى الأمنية كلّما انكسر خاطر سياسي أو انزعج زعيم أو امتعض وزير من مقالٍ حرّ أو من منشورٍ جريء نشره أحد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما جديد هذه السقطات وليس آخرها، فهو توقيف الأمين العام للتحالف المدني الإسلامي الصحافي أحمد الايوبي في 16 تشرين الثاني الجاري. واليوم بعد مرور 11 يوماً على توقيف الأيوبي، يكمن السؤال بأي جرم تم توقيف الأيوبي، وأين أصبحت قضيته، وما هو السقف القانوني للجرم الموجه له، وهل سيخرج قريباً؟

"الأيوبي موقوف في نظارة قصر العدل لليوم الـ12 على التوالي" كما يؤكد شقيقه محمد الأيوبي، أما التهمة فهي تحقير رئيس الجمهورية والتعرض لدولة شقيقة، على خلفية سلسلة مقالات نشرها الأيوبي في موقع "جنوبية" الإلكتروني، وهي مقالات رأي سياسية تعرّض في أحدها لمدير مكتب رئيس الحكومة سعد الحريري نادر الحريري، وتم الادعاء بإيعاز من الأخير.
ويرى شقيق الأيوبي في حديث لـ"ليبانون ديبايت" أن المعنيين "يحاولون المماطلة بقضية شقيقه للإبقاء على احتجازه أطول فترة ممكنة" وكان قد رأى شقيقه آخر مرة منذ 4 أيام، في ظل ظروف مهينة ومذلة من التوقيف لا تليق بالإعلام والإعلاميين.
ويستهجن محمد محاكمة شقيقه في المحكمة الجزائية بدلاً من محكمة المطبوعات، طالما أن التهمة على خلفية مقال صحافي. وطالب بالكف عن ممارسة هذه التصرفات المعيبة بحق أحمد، وإخلاء سبيله فوراً وتحديد وقت للمحاكمة، فهو شخص معروف عنوانه كما هويته. 
ويؤكد على أنهم في انتظار ما ستؤول إليه الأمور اليوم، كونهم قد تقدموا بطلب إخلاء سبيل للأيوبي يوم أمس، أما إذا رفض قاضي التحقيق في بيروت شربل أبو سمرا إخلاء السبيل أو رفضه، فسيعمد التحالف المدني الإسلامي إلى اجتماع موسّع مع عائلة الأيوبي للخروج بموقف ودرس الخطوات اللاحقة.
وفي حديث مع موكلة الصحافي الأيوبي، المحامية زينة المصري، تؤكد أن "التهمة الموجهة لموكلها هي تحقير رئيس الجمهورية والتعرّض لدولة شقيقة بموجب ادعاء من الأستاذ نادر الحريري، من خلال شكوى واتخاذ صفة الادعاء الشخصي على الموكل بجرائم يدينها قانون العقوبات والمطبوعات".
أما السقف القانوني لهذا الادعاء، فتشير المصري إلى أنه "بحسب المادة 113 من قانون أصول محاكمات جزائية لا يجب أن يستمر توقيف الأيوبي أكثر من 5 أيام". أما سبب التأخير فإن "الملف أرسِل إلى النيابة العامة الاستئنافية في بيروت للمطالعة بعد ختم التحقيق، ولم ترد النيابة الملف مجددا لحضرة قاضي التحقيق". 
وتلفت المصري في حديثها لـ"ليبانون ديبايت" إلى أنها تقدمت بطلب إخلاء سبيل أمام قاضي التحقيق يوم أمس و"علينا انتظار مهلة 24 ساعة، وهي المهلة التي تُمنح للمدعي لإبداء رأيه بإخلاء السبيل، ولا يمكن للقاضي ان يأخذ قرارا بهذا الإخلاء قبل انقضاء المهلة".
وعن السيناريوهات القانونية المحتملة، فللقاضي الحق برد إخلاء السبيل أو القبول به، ولموكلة الأيوبي حق استئناف القرار لردّ إخلاء السبيل في حال رفضه القاضي. فهل يخرج الأيوبي اليوم أم أن المماطلة ستكون سيدة الموقف تأكيداً على كيدية سياسية باتت مفضوحة التوجّه باستهداف الإعلام والإعلاميين في الفترة الأخيرة؟


ليبانون ديبايت 
2017 -تشرين الثاني -28


الرياشي لـ"ليبانون ديبايت": أنا إلى جانب مارسيل غانم

ليبانون ديبايت - فادي عيد

نوّه وزير الإعلام ملحم رياشي بالوقفة التضامنية لعدد من المواقع الإلكترونية مع الزميل مارسيل غانم، متمنياً لو أن هذا التضامن يتوسّع ليشمل وسائل الإعلام كافة. مشيراً إلى أن الخوف دائم من تدجين الإعلام، إذا لم نقف في وجه أية عملية للمساس بالحريات. لافتاً إلى أنه بين القمع والحرية شعرة قد تُقطع في أي لحظة.


موقع "ليبانون ديبايت" سأل الوزير الزميل رياشي عن بعض الهواجس في مهنة المتاعب، وكان الحوار الآتي:



*كوزير إعلام كيف تقرأ الحملة التضامنية لعدد من المواقع الإلكترونية مع الزميل مارسيل غانم؟

ـ أقرأها بشكل إيجابي، وأتمنى أن يتوسّع هذا التضامن ليشمل وسائل الإعلام كافة.

*تحدّث الزميل مارسيل غانم، عن ضغوطات تمارس على الإعلام كما في زمن الإحتلال السوري؟

ـ أنا أعتقد أن توحيد صفوف الإعلاميين في نقابة أصبحت اليوم على قاب قوسين أو أدنى من المرور إلى المجلس النواب، هو الحلّ الوحيد لهذه الضغوطات، فلا يعود يحق لأي سلطة استدعاء أي إعلامي من دون إذن نقابته.

*هناك من يتحدّث عن عملية كمّ للأفواه وتدجين للإعلام، هل هذا صحيح برأيك؟

ـ دائماً هناك خوف من تدجين الإعلام إذا لم نقف في وجه أية عملية للمساس بالحرّيات، إنه الصراع الطبيعي الذي علينا خوضه لحراسة هيكل الحرية، لأنه بين القمع والحرية شعرة قد تُقطع في أي لحظة، ومن واجبي كوزير إعلام أن أحمي هذه الحرية وأحرسها بريف العين.

*ما هو الموقف الذي ستتّخذه كوزير إعلام في حال استمرار الإجراءات بحق الزميل مارسيل غانم؟

ـ سأقف إلى جانبه بمختلف الأشكال، لأنني مؤمن ببراءته وبأن لا علاقة له بأي من الإساءات المهنية، فهو صحافي محترف و"معتّق"، وحتى أنني سأرافقه إلى قصر العدل.

فادي عيد ليبانون ديبايت 
28-11-2017

تاريخ في اغتيال الصحافيّين... الى متى؟!

"ليبانون ديبايت":
دفعت الصحافة اللبنانيّة منذ بدء انتشارها العام 1858 حتّى يومنا هذا، أثماناً باهظة مُقابل القلم الحرّ والكلمة الجريئة، إذ نالت حصّة من الاعدامات في عهد الوصاية العثمانيّة، بعدما علّقت مشانق 11 صحافيّاً، في 6 أيّار 1916 ليُصبح هذا التّاريخ عيداً سنويّاً لشهداء الصحافة.

مسيرة النضال من أجل الكلمة الحرّة، مرّت بمعارك كثيرة بوجه القمع ومحاولات الاسكات والتهديدات والتدخّلات، منذ "العهد العثماني"، فالوصاية السوريّة، ولا تزال تحارب بشكل يوميّ بغية منح الصحافي أكبر قدر من المساحة لعرض الوقائع كما هي بشكل موضوعي وصريح من دون أي تأثير خارجيّ. 



بيد أنّ هذه المسيرة لم تكن سهلة اذ خسرت الصحافة عمالقتها وروّادها وكتّابها الاحرار نذكر منهم؛ صاحب جريدتي "الاصلاح" و"الاتحاد العثماني" الشيخ أحمد حسن طبارة ، وصاحب جريدة "البيرق"، رئيس تحرير عدد من الصحف سعيد فاضل عقل، والصحافي الجريء عمر حمد كتب في جريدتي "المفيد" و"الاصلاح"، وصاحب "المفيد" و"فتى العرب" و"لسان العرب" عبد الغني العريسي، والمحرّر السياسي البارز في جريدة "المفيد البيروتية" الامير عارف الشهاب، ومدير جريدة "الوطن" ورئيس تحرير جريدة "المراقب" البيروتية" باترو باولي، والصحافي الشهير جورجي حداد، كتب في جريدة "المقتبس" في دمشق، وجريدتي "لبنان" و"الرقيب". كما نفّذ جمال باشا أحكام الاعدام بحق الشهيدين فيليب وفريد الخازن صاحبي جريدة "الأرز".

وبعد مجزرة 1916، اغتيل عام 1958 قلم الصحافة اللبنانيّة الحرّة نسيب المتني، وخطف الصحافي فؤاد حداد، فيما استشهد عام 1966 المُفكّر والصحافيّ ومؤسّس جريدتي "الحياة" و"ذا ديلي ستار" كامل مروّة. كما خسر لبنان الصحافي ادوار صعب عام 1976، لتعود بعدها عمليّات الاغتيال عام 1980، مع اغتيال الصحافي ومؤسّس مجلّة "الحوادث" سليم اللّوزي، ونقيب الصحافة اللبنانيّة رياض طه. هذا وأنقذت العناية الالهيّة رئيس تحرير مجلّة "الشراع" حسن صبرا من محاولة اغتيال عام 1987.

محاولات الاغتيال هذه، لم تزرع الخوف في نفوس الصحافيّين، أو تدفعهم الى الانسحاب وتغيير النهج والرأي وطريقة الكتابة، لا بل على العكس، كانت السبب وراء الاصرار على التعبير بحريّة في المواضيع السياسيّة والامنيّة والاجتماعيّة، لنقل صورة الشارع والسّاحة اللبنانيّة الداخليّة ووجع النّاس وهمومهم كما هي، والقاء الضوء اكثر على الجهّات التي تقف وراء تنفيذ الاغتيالات او التحريض او التهديد، فأتى اغتيال النائب الصحافي جبران تويني، والصحافي الجريء صاحب الكلمة الحرّة سمير قصير، الذي كان وراء شعار "انتفاضة الاستقلال- 2005"، واللذان باستشهادهما في سبيل القضية، تحرّر الوطن والصحافة معه. من دون ان ننس "الشهيدة الحيّة" الاعلامية مي شدياق التي نجت بأعجوبة بعد تعرّضها لمحاولة اغتيال، فعادت أقوى وأكثر جرأة في التعبير عن مواقفها.

عمليّات الترهيب والقمع والتهديد لم تقتصر فقط على الاغتيال الجسدي، بل وصلت الى حدّ الاغتيال المعنوي والماديّ، مع اقفال قناة "أم تي في" اللبنانيّة عام 2002، قبل ان يُعاد افتتاحها عام 2009. ومع الاعتداءات على المحطات والتلفزيونات في كلّ مرّة تنقل عبر نشراتها الاخباريّة تقاريراً قد لا ترضي بعض الاطراف لتُصبح مع موظّفيها والعاملين لديها والاعلاميين في حصار وطوق "حزبي"، أو من خلال "اسكاتها" عبر قطع البث ومنع نقلها في عدد من المناطق، كما حصل مع قناة "الجديد". وفي 7 أيار 2008، تم الاعتداء على قناة المستقبل، ورشق المبنى بالرصاص الذي لا تزال أثاره موجودة لغاية اليوم.

هذا ولا يُمكن أن ننسى أيضاً، استشهاد مدير محطة إرسال تابعة للمؤسسة اللبنانية للإرسال سليمان الشدياق في منطقة فتقا أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان في 22 تموز 2006، واستشهاد المصوّرة العاملة مع مجلة الجرس، ووكالة الصحافة الفرنسيّة "فرانس برس"، ليال نجيب اثناء توجّهها إلى بلدة قانا في 23 تمّوز من العام نفسه. كما استشهد مراسل جريدة "الأخبار" عساف بو رحال بعدما استهدفه الرصاص الإسرائيلي خلال متابعته للاعتداء الاسرائيلي على منطقة العديسة في 3 آب العام 2010. 

وفي 9 نيسان 2012، تعرّض فريق قناة "الجديد" لإطلاق نار على الحدود اللبنانيّة السوريّة لجهة منطقة وادي خالد، ما أدّى الى استشهاد المصوِّر علي شعبان ونجاة المُراسل حسين خريس والمُصوّر عبد خيّاط. كما استشهد في 14 نيسان 2014 مراسل قناة "المنار" حمزة الحاج حسن والتقني حليم علوه والمصور محمد منتش بعد تعرض سيارتهم لإطلاق نار أثناء تغطيتهم استعادة الجيش السوري لبلدة معلولا في جبال القلمون بسوريا. فيما يبقى حتّى اليوم مصير المصور الصحافي اللبناني، سمير كساب، مجهولاً، بعدما فُقد عام 2013 في الشمال السوري أثناء إعداد تقارير لصالح قناة "سكاي نيوز" الإخبارية قرب مدينة حلب.

أما اليوم، فالصحافة التي توصف بـ"مهنة المتاعب" تتعرّض للكثير من الضغوط والملاحقات القضائيّة والقانونيّة المُسيّسة في غالبيّة الاحيان، بسبب كلمتها الحرّة التي يبدو أنّها تزعج الكثيرين، نظراً لتأثيرها الكبير على الرأي العام، ما يجعلها دائماً وفي اي وقت عرضة للاستهداف.

ليبانون ديبايت 28-11-2017
20

lundi 27 novembre 2017

إهانة مصطفى سبيتي رمز مريم العذراء.. برسم المعنيين!


-:عدّت بعض الآراء التي تُكتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي الوقاحة، وأدبيات المجتمع، وحتى حرية التعبير التي يتغنّى بها اللبنانيون، فوصلت إلى درجة التعدي على الرموز الدينية وبشكل "مقرف" تعبّر عن نوايا أصحابها.ما قام به من يدعي نفسه أنّه شاعر، يدعى مصطفى سبيتي، يستدعي تدخُّل الأجهزة المعنية للتحقيق معه، ومعاقبته، إذ عمد هذا الرجل، الذي اعتاد في أشعاره على مدح النبي محمد، الى كتابة تعليق على صفحته عبر فيسبوك، مهيناً مريم العذراء ويسوع المسيح بأبشع وأحقر الكلمات.

والمثير للسخرية، أّن سبيتي، وبعدما راشقته التعليقات المناهضة لكلامه، إن من الطائفة المسيحية أو الإسلامية، عاد وأزال التعليق، مبرراً "سخافته" كغيره من رواد هذه المواقع، بأنّ أحدهم اخترق حسابه.وكأن هذا الشاعر، الذي لم يخرج من قمقمه بعد، لا يدرك أنّ العالم تخطى هذه التبريرات السخيفة، وكل ما نضح منه ما هو إلّا تعبير عما في داخله، ويجب على المعنيين بهذه "الجريمة"، نعم هي جريمة، أن تتخذ بحقه الإجراءات اللازمة، وتبرهن فعلاً إذا ما اختُرق حسابه، مع استبعاد هذا الأمر، ومحاسبته على شتم الرموز الدينية، كما يُحاسب غيره ممن يتطاولون على القانون.ليبانون ديبايت 
2017 -تشرين الثاني -26
كشف المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود "ان القضاء المختص اوقف المدعو احمد سبيتي الذي استخدم اسما مستعارا مصطفى سبيتي للاساءة الى السيدة مريم العذراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ".
وأوضح حمود "أن التحقيقات جارية معه من قبل شعبة المعلومات".
ولاحقًا، صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة البلاغ التالي:


"الساعة 7:00 من تاريخ اليوم 27/11/2017، وفي بلدة كفرصير الجنوبية، أوقفت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، المدعو:
- أ. س. (مواليد عام 1952 لبناني)
وذلك لإقدامه سابقا على نشر كلام مسيء بحق السيدة مريم العذراء، على صفحة بإسم وهمي (مصطفى سبيتي) على موقع التواصل الاجتماعي "Facebook"، الأمر الذي أدى إلى استياء عارم لدى الناشطين على موقع "Facebook" ولدى الرأي العام.
بالتحقيق معه، اعترف بما نسب إليه، مؤكداً انه أقدم على فعل ذلك للتعبير عن رأيه في لحظة انفعال وسكر، وبسبب بعض المشاكل العائلية الخاصة. وقد أقدم على إزالة الكلام المسيء لاحقا، وذلك بناء على طلب من أحد أقاربه.
أودع الموقوف القضاء المختص، بناء على إشارته. 
مواضيع ذات صلة

كشف المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود "ان القضاء المختص اوقف المدعو احمد سبيتي الذي استخدم اسما مستعارا مصطفى سبيتي للاساءة الى السيدة مريم العذراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ".

وأوضح حمود "أن التحقيقات جارية معه من قبل شعبة المعلومات".

ولاحقًا، صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة البلاغ التالي:


"الساعة 7:00 من تاريخ اليوم 27/11/2017، وفي بلدة كفرصير الجنوبية، أوقفت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، المدعو:

- أ. س. (مواليد عام 1952 لبناني)

وذلك لإقدامه سابقا على نشر كلام مسيء بحق السيدة مريم العذراء، على صفحة بإسم وهمي (مصطفى سبيتي) على موقع التواصل الاجتماعي "Facebook"، الأمر الذي أدى إلى استياء عارم لدى الناشطين على موقع "Facebook" ولدى الرأي العام.

بالتحقيق معه، اعترف بما نسب إليه، مؤكداً انه أقدم على فعل ذلك للتعبير عن رأيه في لحظة انفعال وسكر، وبسبب بعض المشاكل العائلية الخاصة. وقد أقدم على إزالة الكلام المسيء لاحقا، وذلك بناء على طلب من أحد أقاربه.

أودع الموقوف القضاء المختص، بناء على إشارته. 





vendredi 17 novembre 2017

جريصاتي يردّ على غانم.. "زمن العهر الاعلامي قد ولّى"

ردّ وزير العدل سليم جريصاتي على مقدمة الاعلامي مارسال غانم في حلقة كلام الناس التي طاولته شخصياً، واتهمه غانم بعدم ممارسته لمهنته كرجل قضاء في ملفات عدة. وجاء في بيان جريصاتي التالي: إن "مقدمة برنامج كلام الناس البارحة على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال والتي طالعنا بها الإعلامي مارسيل غانم أثبتت بصورة قاطعة ما أصبح متداولا ومعروفًا من الناس بأن الهستيريا أصبحت متحكمة بمفاصل بعض البرامج السياسية".

وأضاف "في حين أن زمن العهر الإعلامي والمتفلت من أي ضوابط أخلاقية أو مهنية قد ولّى، وأن لا أحدًا في لبنان اليوم فوق القانون ولا حصانة من أي نوع كانت لمن هو مدعو للإفادة امام المراجع الأمنية والقضائية المختصة، ذلك أن من يتمتع بالحصانة بحكم الدستور والقانون إنما يمثل للإفادة والشهادة، وأن الاتهامات الخاطئة والتطاول على المقامات والكرامات الوطنية بالمباشر ومن باب الأقرباء والانسباء هو عمل مدان بكل المعايير والمفاهيم، وأن الحرية الإعلامية برّاء من إعفاء الذات من الالتزام بالموجبات القانونية بحجة أن هويتنا معروفة، كما المسيرة والسيرة، ولا يكفي أن تتبرأ المؤسسة من إعلامي مقدم برامج لديها لإعفائه من موجباته تجاه وطنه وقوانينه وقضائه!!".

ولفت إلى أن "حلقة مارسيل غانم لأسبوع خلا أصبحت بيد القضاء والقضاء وحده، وفي محرابه وحده، وبإشراف القضاة الشرفاء وأمامهم تتم المطالعات وتتحدد المسؤوليات"


http://www.lebanondebate.com/news/358282?utm_source=Karim&utm_campaign=fbe49cd31a-EMAIL_CAMPAIGN_2017_11_17&utm_medium=email&utm_term=0_7cd68eedd8-fbe49cd31a-197616569
2017 -تشرين الثاني -17

jeudi 2 novembre 2017

قراءةٌ في لغة جسد الرئيس

ما زالت الخطوة التي أقدم عليها رئيس الجمهوريّة ميشال عون عشيّة مرور سنةٍ على انتخابه، والتي تمثّلت بدعوته رؤساء ومدراء تحرير المحطّات التلفزيونيّة المحلّية للقاءٍ حواريٍّ مباشر قِوامه محاسبة الرئيس على سنةٍ كاملة من عهده، تحتلّ حيّزاً واسعاً من أحاديث عالم الإعلام والصحافة، كونها تُعتبر سابقةً لافتة في تاريخ الشخصيّات التي تعاقبت على رئاسة لبنان، وإنجازاً جديداً يمكن أنْ يُسجّل للعهد.

أطنب أهل الصحافة بتحليل هذه الخطوة، وتفسير أجوبتها كلٌّ كما يحلو له، أو كما تشتهي رياح مؤسّسته الإعلامية. ولكن ماذا تقول لغة جسد الرئيس عنه خلال المُقابلة التي استمرّت على مدى ساعة و50 دقيقة، وكيف ينظر خبراء علم الجسد لحركات الرئيس، ردّات فعله، وطريقة تعاطيه مع المُحاورِين؟


ففي الخطاب الذي استهلّ الرئيس عون به الحوار مُتوجّهاً إلى الشعب اللبنانيّ، "كان أداءه مُتوتّرا بعض الشيء، وغير مرتاح، وأعطى أكثر من إشارةٍ تدلّ على ذلك، مثل حكِّ الجبين أثناء إلقاء الخطاب ورفع يده باتّجاه الأنف"، كما يُؤكّد الخبير في المهارات القياديّة ولغة الجسد نعيم الزين.

الجزء الأوّل من المُقابلة
ويلفت الزين في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت" إلى أنَّ الرئيس عندما توجّه للمُحاورِين كان متوقّعاً لهجوميّة أحدهم، تحديداً مديرة الأخبار في قناة الجديد مريم البسام، وعندما منحَ الحديث لها أوّلاً على اعتبارها السيّدة الوحيدة، لمس أذنه، ما يعني أنّه كان لديه تصوّرٌ مسبقٌ بأنّها ستكون هجوميّة فكان يتحضّر لهجومها.

وكان ملفتاً مستوى الحزم العالي الذي كان لدى الرئيس والسلطة التي برز فيها، عبر إشاراتٍ عدّة، مثل فتح اليدين ولمس الطاولة بشكلٍ عموديّ، ما يُؤشّر على شخصٍ حازمٍ ولديه مستوى عالٍ من الثقة بما يقوله. وحرّك بعض الأشياء التي كانت أمامه على الطاولة وكأنّه يرسم حدوده ويقول "هذا الموقع لي"، في إبرازٍ للسلطة والقوّة أيضاً.

فاستطاع الرئيس في أوّل 50 دقيقة من المقابلة مع البسام تحديداً ومع كلّ من حاول مُهاجمتِه من المُحاورين الحفاظ على ابتسامةٍ جيّدةٍ جدّاً مع حركاتِ جسدٍ جيّدةٍ ومضبوطةٍ نسبةً لكونه في موقع المسؤوليّة والمُحاسَبة.

كما أنَّ طريقة جلوس الرئيس في الجزء الأوّل من المُقابلة، (أي الرجوع إلى الخلف) رأى الزين فيها مُؤشّراً على السيطرة والقوّة وبروز موقعه على المُحاورِين الذين كانوا يجلسون بطريقةٍ معاكسةٍ (للأمام).

الجزء الثاني من المُقابلة
واختلف الجزء الثاني من المقابلة عن الجزء الأوّل، (بعد مرور أوّل تقريرَين)، حينها بدأ الحوار يصبح هجوميّاً أكثر من معظم المُحاورِين، وانعكس ذلك ارتباكاً واضحاً على الرئيس تحديداً عندما توجّه كلّ من المدير التنفيذيّ للأخبار والبرامج السياسيّة في تلفزيون المُستقبل نديم قطيش ومدير الأخبار والبرامج السياسيّة في تلفزيون MTV غياث يزبك، لسؤال الرئيس عن حزب الله، فكان واضحاً عدم جهوزيّة الرئيس للردّ، إذ رفع يده لناحية فمه وأنفه ورأسه أكثر من مرّة، عند محاولة الإجابة على هذا النوع من الأسئلة. كما أنَّ الابتسامة التي حافظ عليها في الجزء الأوّل من المقابلة اختفت في الجزء الثاني وهو شيءٌ طبيعيٌّ كون الحوار أخذ منحىً هجوميّاً أكثر وأصبح الرئيس بموقع الدفاع.

ولحظة حمل الرئيس للقلم الذي كان أمامه، وكان مُتقدّماً في جلوسه، كان القلم هنا وسيلةً لتخفيف التوتر، وكان هذا مُؤشّر طبيعيّ من جرّاء تكاثر الأسئلة الهجوميّة لمواجهة الأسئلة الحادّة، وبالتالي كان هناك توترٌ حاول الرئيس السيطرة عليه وتخفيفه عبر تحريك القلم بين يديه. أمّا طريقة جلسته (للأمام) فأعطت إشارةً إلى أنّه كان جاهزاً للرد.

وعندما خرج الحوار بمرحلةٍ من المراحل عن المحاور المُتّفق عليها ضرب الرئيس على جبينه وكأنّهُ يقول (وين صرتو) في حركةٍ تنمّ عن انزعاجٍ واضح.

وفي حركةٍ مُلفتة، لحظة الحديث عن مكافحة الفساد، عاد الرئيس للخلف وخفض يده باتّجاه خاصرته ووضع يده الشمال على الكرسي وحرّك سترته بيده، وفي ذلك مُؤشّر على جهوزيّته لمكافحة الفساد، حتّى وإن كان ما زال بموقعٍ لم يحقّق أو يُنجز به شيئاً، فبدا وكأنّه سيقوم بخطواتٍ في هذا الاتّجاه، لا يريد الحديث عنها، وقد نعرفها قريباً.

وبشكلٍ عام رأى الزين أنّ الرئيس وإنْ لم يكن مُوفّقاً بالخطاب الاستهلالي، إلّا أنّه فرض شخصيّةً حازمة وقوية فيها شيء من الفوقيّة في بعض الأماكن، "وليس من الخطأ أنْ يُبرِز الرئيس مثل هكذا خِصال" إلّا أنّه كان يمكن أن يكون أكثر انفتاحاً وقبولاً ولكن في السياق كانت حركاته طبيعيّة، مع مستوى عالٍ من الحزم. 

وفي مُقارنةٍ بين عون الرابية وعون بعبدا، يقول الزين إنَّ الرئيس عون فاجأنا، إذ جاءت تصرّفاته على عكس توقعاتنا، فكان إيجابيّاً بالمُجمل، ويبدو أنّه طوّر مهاراته وقدرته على التحمّل، أمّا حزمه كان وكأنّهُ يعرف تمادي المُحاورِين إلى أين سيصل.

وعزا الزين هذا التطوّر الإيجابيّ لدى الرئيس عون، الذي بدا مُختلفاً جدّاً عن عون الرابية، بأنّه اعتمد في أسلوبه الجديد على نصائح مُستشارِيه الاختصاصيّين، وبالتأكيد اطّلع على حواراتٍ من هذا النوع قام بها رؤساء دول أُخرى، فخلع عنه ثوب رئيس التيّار وتصرّف كرئيسٍ للبِلاد، فكان دفاعيّاً وديبلوماسيّاً في دفاعيّته.

المُحاورِون
وكان للمحاورِين حصةٌ من التحليل، ولاحظ الزين بأن كان هناك مُحاورون على طبيعتهم، ومثّلوا بأسئلتِهم مُؤسّساتهم، وعكسوا توجّهاتهم. مثل قطيش (كان مرتاحاً) والبسام (كانت هجوميّة) كطبيعتها، أمّا يزبك ففي أكثر من مرّة لم تُعجبه أجوبة الرئيس التي لم تكن شافيةً بالنسبة له، فكان يقلب فوراً لحالةٍ دفاعيّة يُكتّف يديه للداخل ويرجع للخلف.

وكان واضحاً أنّ معظمهم غير معتادٍ على الحوار، كونهم رؤساء ومدراء أخبار، فكان قطيش "أفضلهم" لأنّ لديه خبرة تقديم البرامج. أمّا رئيس تحرير تلفزيون الـOTV فكان بموقع المُبرّر لأسئلته أكثر من موقع المُحاوِر، فأطال المقدّمات بدل توجيه السؤال بشكلٍ مُباشر كغيره من الزملاء، وكأنّه كان حاملاً على نفسه مسؤوليّة أنّه يمثّل المحطّة التي تُمثّل التيّار السياسيّ الذي ينتمي له الرئيس.

إذاً، يُسجّل للرئيس عون رباطة جأشه في مقابلةٍ وحّدت الوسائل الإعلاميّة المرئيّة والمسموعة المُتناحرة، ويُضاف إلى إنجازات العهد الجديد إنجازٌ على المستوى الشخصيّ للرئيس عون الذي يُحتسب له أنّه كان هادئاً على عكس سجلّه الحافل بالمشاكل مع الصحافيّين.

فنجح عون بعبدا في إعطاء صورةٍ مُغايرةٍ عن صورة عون الرابية الغاضب والمتذمّر دائماً من الصحافة والصحافيّين، وفي لحظةٍ كنّا ننتظر فيها أن ينفجر فخامته على أحد المُحاورِين، جاءت تصرّفاته مُغايرةً لتوقّعاتِنا ومُتوافِقة مع شعار "بيّ الكل" وإن كانت مُطعّمة بحزمٍ استوجبته صفات الرئيس "القويّ".

نهلا ناصر الدين ليبانون ديبايت 
2017 -تشرين الثاني -02

https://www.lebanondebate.com/news/356270