٢٩/١١/٢٠١٣-As-Safir Newspaper - غراسيا بيطار : «المعرض المسيحي» جملة اعتراضية سلمية في مشهد متفجّر
«عكس السير» سار «الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة»، أمس، مع افتتاح معرضه المسيحي الثاني عشر. حدث من شأنه أن «يزيّن» المشهد اللبناني القاتم بين تفجير من هنا وعنف من هناك بتظاهرة ثقافية تريد أن تكون «صرخة ثقافة سلام جديدة». بين الحضور الذي لبّى الدعوة إلى كنيسة مار الياس في انطلياس كانت تسمع أحاديث السيارات المفخّخة وإشكالَي اليسوعية والجمارك، والبطولات، الوهمي منها والواعد. هذه الجملة الاعتراضية في النص اللبناني المشحون كتبها الأب طوني خضرا. وقف رئيس الاتحاد يتلو كلمته وعلى وجنته دليل تمسكه بشعار: «الحياة لمَن يعمل». «جرح من بقايا اللمسات الأخيرة لورشة المعرض»، يقول مبتسماً. يمكن اختصار هذا الكاهن بالشعار عينه. يأمل أحد المدعوّين أن تنتقل «عدوى» الأب خضرا إلى كثيرين من أهل السياسة والقرار في الدولة. بالعامية يُقال عن «الاتحاد العالمي للصحافة» بأنه «يجوهر سنة بعد سنة». فبداية إطلالاته كانت من خلال معرض صغير لوسائل الإعلام وراح ينمو ليتحوّل في عامه الثاني عشر إلى لقاء ثقافي واجتماعي ينظّم الأمسيات الموسيقية والشعرية والمحاضرات وتواقيع كتب وتكريم أعلام.. برعاية البطريرك بشارة الراعي، وحضور مجموعة من الشخصيات الثقافية والسياسية والروحية والعسكرية والقضائية والبلدية، افتتح معرضه الثاني عشر الذي تشارك فيه نحو 52 دار نشر من لبنان وفرنسا ومصر والعراق وسوريا، ويستمرّ لعشرة أيام. العام الماضي شهد إقبال أكثر من 20 ألف مهتم، وتوقعات المنظمين تتطلع هذا العام إلى أكثر من 30 ألف زائر. تبقى هذه الأرقام قليلة في بلد «نحتاج فيه إلى ثقافة سلام ضد العنف وثقافة موسيقى ضد أصوات الانفجارات»، وفق خضرا، الذي لفت إلى أنّ «المشكلة في الانتحاري مثلاً ليست في حزامه الناسف القاتل فحسب بل في عقله المقفل على أفكار معينة ضد الآخر». وإذ دعا إلى «العودة إلى ضميرنا الوطني، شدد على أنّ الحاجة اليوم هي إلى «خطاب وطني شفــــاف»، و«المسيحيون بحاجة إلى خطاب استنهاضي لأن شفاء لبنان وقوته من شفائهم وقوتهم».
في كلمته، مرّ وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال وليد الداعوق على كل ما يشوب «رعية وزارته». فمواقف الاتحاد، برأيه، تنطلق من حق كل إعلامي في التعبير عن آرائه بحرية مطلقة حدودها ما يتعارض مع حرية الآخرين. وإذ شدد على أنّ «الحرية الإعلامية في لبنان يجب أن تبقى مقدسة ومطلقة ومصونة»، جدد رفضه الكلي لما حصل في «جامعة القديس يوسف وفي الجمارك». وفي رسالة غير إشكال الجمارك، حرص على التذكير بميثاق الشرف الإعلامي الذي أعلنت معظم المؤسسات الإعلامية طواعية الالتزام به والذي ينص على «العمل على تنقية الإعلام من لغة الشجار والتهديد والتحقير والتشهير والتخوين والبذاءة والتهكم المسيء إلى الكرامات الفردية أو الجماعية. بالاضافة الى احترام خصوصيات الأفراد والذوق العام وتشجيع المنافسة النزيهة الصادقة، وعدم جعل السبق الصحافي هدفا بحد ذاته على حساب الاستقرار الوطني».
عن العنف المتفلت من أي ضوابط تحدث المطران كميل زيدان ممثلاً البطريرك الراعي. وتوقف كذلك عند العنف في الإعلام المنسوب إلى «جهات إسلاموية تبرره وتعتمده وسيلة نضال في السياسة تحت اسم الجهاد». واعتبر أنه «من الضروري التصدي لمسألة العنف إزاء كل مدني وكل بريء بمعزل عن معتقده الديني أو السياسي أو الاجتماعي. فعلى المسلمين واليهود والمسيحيين أن يعلنوا موقفاً صريحاً قاطعاً يدينون فيه العنف العبثي المتفلت ويرفضون أي تبرير ديني مقدس لإهدار دم إنسان آخر». وفي الشأن اللبناني، توقف عند تحديات عدة منها «ارتفاع وتيرة العنف وتحديات النازحين السوريين».
غراسيا بيطار
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire