Mosaique de la chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj

Mosaique de la chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj
Mosaique de la Chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj

La tâche prophétique de l'agent de communication chrétien

« L'agent de communication chrétien en particulier a une tâche prophétique, une vocation: dénoncer les faux dieux et les fausses idoles d'aujourd'hui — matérialisme, hédonisme, consumérisme, nationalisme étroit, etc. ... — proclamant à tous un ensemble de vérités morales fondées sur la dignité et les droits humains, l'option préférentielle pour les pauvres, la destination universelle des biens, l'amour des ennemis et le respect inconditionnel de toute forme de vie humaine, de la conception à la mort naturelle; et la recherche de la réalisation la plus parfaite du Royaume dans ce monde, tout en demeurant conscient que, à la fin des temps, Jésus restaurera toutes choses et les retournera au Père » (cf. 1 Co 15,24)." {

{L'ethique dans les moyens de communication sociale", Mgr John Folley Vatican 2000}

lundi 21 mai 2012

المطران مطر: على الإعلام أن يبقى محصناً بالأخلاق والضمير الحي


المطران مطر: على الإعلام أن يبقى محصناً بالأخلاق والضمير الحي
اوسيب لبنان21 / 05 / 2012
رفع رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر الصلاة على نية الإعلاميين والإعلاميات في لبنان والعالم، في القداس الذي ترأسه في كنيسة القلب الأقدس 
في بدارو لمناسبة "اليوم العالمي السادس والأربعين لوسائل الإعلام".

وبعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران مطر عظة جاء فيها: "في هذا الأحد المبارك تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في العالم أجمع باليوم السادس والأربعين للاتصالات الاجتماعية أو لوسائل الإعلام، وقد درجت على هذا التقليد منذ اختتامها المجمع الفاتيكاني الثاني الذي هدف في ما هدف إلى إطلاق عملية تواصل جديدة بينها وبين العالم فوق الحواجز الدينية والثقافية والسياسية على أنواعها، وكانت بفضل هذا المجمع قد أيقظت ضمائر أبنائها إلى حقيقة أن المسيح ليس ملكا لها، بل هي ملكه وهي سر حضوره المشع في الأرض دون تفرقة بين سكانها ولا تمييز. ولذلك وضعت لزاما عليها أن تظهر محبة المسيح لكل إنسان وقرب المسيح من كل إنسان وإرادة المسيح في خلاص كل إنسان".

وأضاف: "في هذا المسعى الجديد للكنيسة أو المتجدد في ضمائر مؤمنيها وفي قلوبهم، برزت لها في الزمن الحاضر الأهمية القصوى للاعلام في نقل الحقيقة من إنسان إلى آخر ومن شعب إلى شعب ومن أهل عقيدة أو حضارة إلى أهل عقيدة أخرى وحضارة مقابلة. ومع أهمية دور الإعلام برز أيضا دور الحوار في تبادل الأفكار والمعلومات، وضرورة القبول المتبادل للناس بعضهم لبعض ورفض الآراء المسبقة لبعضهم حيال بعض. فالإعلام يحمل رسالة حية من إنسان إلى آخر. ومن الضروري أن يكون صاحب الإعلام محبا للحقيقة ومحترما لحق غيره كائنا من كان في الحصول عليها كما هي. لذلك فكل عمل إعلامي يرتبط ارتباطا وثيقا بخدمة الحقيقة كما هو مرتبط أيضا بمحبة الآخر الذي ينقل إليه ما يعلمه به. وما من شك في أن نقل الحقيقة إلى الآخرين يتطلب جهدا كبيرا على الذات أولا ثم محاولة صادقة لمعرفة الآخر في تراثه وعقليته وفي إيمانه أيضا لتجيء الرسالة الإعلامية متفهمة لوضع الآخر فتلجأ إلى لغة قادرة على الوصول إليه والتأقلم مع ظروفه الخاصة شؤونا وشجونا".

وتابع: "من أجل مساعدتنا على مقاربة هذا الموضوع الإعلامي الخطير، وترسيخا للقواعد التي من شأنها أن تبعدنا عن الخطأ في الفكر وفي التصرف، يطلق قداسة البابا كل عام رسالة عامة بشأن الإعلام في مثل هذا اليوم، واضعا فيها بعض هذه القواعد وموجها من خلالها أبناء الكنيسة إلى تحمل مسؤولياتهم كاملة في هذا المجال. أما في هذا العام فإن رسالة قداسته قد جاءت تحت عنوان "الصمت والكلمة مسيرة كرازة"، ما يشدنا إلى التأمل بها تأملا عميقا لندرك مغازيها العميقة ونسير بهديها في الطريق السليم. عنوان الرسالة يتحدث عن الصمت كضرورة إعلامية بمقدار الكلام ليصيب الإعلام نجاحا ويبلغ غاياته المرسومة. فيقول البابا بهذا المعنى "أن الصمت والكلام هما معا مسيرة تبشير، ولا انفصال لعنصر عن الآخر في هذه المسيرة".

وقال: "قد نستغرب في أول الأمر هذا الكلام غير المألوف. لكن قداسته يشرح بوضوحه المعروف أن الصمت الذي يتكلم عنه له معنيان مختلفان، وإنْ كانا يؤديان كلاهما إلى خدمة الإعلام الصحيح. المعنى الأول لهذا الصمت يضعنا أمام معرفة أسرار الحياة عن طريق التأمل بها والدخول في عمقها بما هو أبعد من الكلام.
"في الصمت، يقول البابا، يعرف الإنسان نفسه أكثر ويتعرف على ذاته على نحو أفضل". وفي الصمت "تقتطف لحظات التواصل الحقيقي بين من يحبون بعضهم بعضا".
فيجب ألا نخاف هذا الصمت أبدا لأنه يضعنا على موجة الولوج إلى أعماق الداخل وإلى الحقائق الكونية الكبرى. وقد قيل أن لاهوت الصمت يعلمنا مثل لاهوت الكلام.
ثم يتطرق قداسته إلى نوع آخر من الصمت وهو الذي نلجأ إليه لنستمع إلى الآخرين ولنقبل الرسالة التي يوجهونها بدورهم إلينا. هذه حقيقة بديهية.
فالصمت لسماع الآخر أمر مفروض أمام العقل، ولو لم يكن أمرا سهل التحقيق على أرض الواقع. لأن هناك أناسا يتكلمون ولا يصمتون، ما يجعلهم غير قادرين على التواصل مع الغير، وهم لا يعطون هذا الغير فرصة للتواصل معهم.
فيقول البابا في رسالته عن هذا الواقع بالذات: "عندما يلغي الصمت والكلام بعضهما البعض تتراجع الاتصالات، ربما لأنها تحدث نوعا من الذهول، أو على العكس من ذلك، لأنها حالة تخلق جوا من البرودة في العلاقات.
ولعل فقدان التواصل هذا أصبح ساريا في الكون أكثر من التواصل، أو هو يضاهيه قوة وانتشارا. والخطر على فقدان التواصل أنه يزيد من الجهل للذات وللآخر معا. ومع الجهل يقع الإنسان في المجهول بحيث يتحول من هو في مقابله إلى عدو يجب أن يحارب وأن يسحق".
 لذلك يؤكد البابا أن الصمت والكلام هما على حد سواء موقفان أساسيان وجزء لا يتجزأ من التواصل الكنسي، لإعلان المسيح بطريقة متجددة في عالمنا المعاصر".

وتابع: "لعل رسالة البابا هذه لليوم السادس والأربعين العالمي لوسائل الإعلام تأتي خير تعبير عن رسالة المسيحية بالذات حول العلاقات بين الناس وحول ما سماه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني "حضارة المحبة". فإدخال الصمت في فعل الكلمة وفي رسالتها يعبر عن الاحترام لكلام الآخر ولوجوده مقابل وجودنا.
وهكذا يصبح الاجتماع البشري اجتماعا منفتحا في عناصره كلها وفي كامل مكوناته. وهكذا يتحول معنى التاريخ إلى مسيرة نحو وحدة الجنس البشري ونحو تكامل الحضارات وليس إلى تناحرها المؤدي إلى العدم والموت.
بهذا المنحى لا تبقى القوة الغاشمة هي المسيرة للكون والتي تميل دفة الوجود حيث ما هي مالت وسيطرت، بل يعطى للمحبة أن تصبح هي القوة الكبرى والقائدة نحو التلاقي والبناء المشترك لبيت الإنسانية الواحد.
 هذا الفكر البابوي السامي هو بالحقيقة في أساس رسالة اليوم إلى عالم الصحافة وإلى أهل الإعلام في الدنيا بأسرها. فما ينقله الإعلام من إنسان إلى آخر يجب ألا يكون سوى الحقيقة المنزهة عن كل انحراف شخصي أو جماعي وعن كل مصلحة خاصة أو فئوية تهدد مسيرة الصلح والسلام.
 فعلى الإعلام أن يبقى محصنا بالأخلاق والضمير الحي لئلا يؤدي إلى الفرقة أو إلى تشويه الموضوعية في رسالته، بل يستمر على نقائه خدمة للحقيقة التي هي من الله، ومن الله وحده".

واضاف: "إن كان لنا في لبنان أن نتلقى رسالة البابا هذه عن تلازم الصمت والكلمة في التواصل البشري، فإننا نهيب بأنفسنا أن نعود إلى أجواء الحوار بعضنا مع بعض لنحصن بلادنا ونخدم رسالتها الحضارية بخاصة في هذه الظروف التي تمر بعالمنا العربي من أقصاه إلى أقصاه.
 فإذا ما ألغينا الكلام بعضنا مع بعض فإننا نلغي بذات الفعل عيشنا المشترك بعضنا مع بعض. وهذا ما نرفضه رفضا قاطعا بقوة الله ونعمته. ونحن لن نقبل بالعداوة عنوانا لعيشنا معا.
 وقديما قيل "ما من عدو بيننا إلا الشيطان". أفلا ينبغي والحالة هذه أن يتخذ الإعلام لأي جهة انتمى هدفا واحدا لنشاطه يترجم في تقريب وجهات النظر بين الجميع وليس في تعميق الهوة القائمة بين الأفرقاء ولا في نفخ نار الحقد والبغضاء أو في تصوير الآخر على غير حقيقته التي هي أيضا من الله"؟.

وتابع: "نحن الذين اكتوينا في لبنان على مدى سنوات الحرب كلها بنار الفتنة والقتل والدمار، أفلا ينبغي علينا أن ندعو في هذه الظروف الصعبة إلى وأد كل فتنة تطل على أخواننا فلا يدخلوا في أتون الموت الذي خرجنا منه بعد طول عناء من دون ربح ولا فائدة؟ إن تقسيم هذا الشرق إلى قبائل تتناحر على الدوام ليس من الحضارة في شيء. وكل من يسعى إلى إنجازه يشطب نفسه من قائمة البشريين وينفي دعوته التي تلقاها من ربه للتعارف والتحاب بين الناس. فلا مناص إذن من العيش معا، ولا مناص من التعاون في سبيل لقاء الشعوب وتقدمها في جو من الاحترام المتبادل في ما بينها جميعا".

وختم: "بهذا التوجه وحده يصان دور الإعلام من كل خطأ وينزه عن كل خطيئة.
فالمؤتمن على الكلمة وعلى التواصل بين الناس إنما هو مؤتمن من الله على كلمته فينا، ما يحول عمله وبفضل هذه الكلمة إلى عمل مقدس. فليهدنا الرب بأنواره المقدسة ولتسطع في دنيانا شمس حقيقته .


JTK = Envoyé de mon iPad.

Aucun commentaire: