Mosaique de la chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj

Mosaique de la chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj
Mosaique de la Chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj

La tâche prophétique de l'agent de communication chrétien

« L'agent de communication chrétien en particulier a une tâche prophétique, une vocation: dénoncer les faux dieux et les fausses idoles d'aujourd'hui — matérialisme, hédonisme, consumérisme, nationalisme étroit, etc. ... — proclamant à tous un ensemble de vérités morales fondées sur la dignité et les droits humains, l'option préférentielle pour les pauvres, la destination universelle des biens, l'amour des ennemis et le respect inconditionnel de toute forme de vie humaine, de la conception à la mort naturelle; et la recherche de la réalisation la plus parfaite du Royaume dans ce monde, tout en demeurant conscient que, à la fin des temps, Jésus restaurera toutes choses et les retournera au Père » (cf. 1 Co 15,24)." {

{L'ethique dans les moyens de communication sociale", Mgr John Folley Vatican 2000}

samedi 29 décembre 2012

الفيلم الوثائقي اللبناني، أجمل وأهم درامياً وسينمائياً الخطوط الحمراء للسياسة والدين | As-Safir Newspaper٢٨/٢١/٢٠١٢

الفيلم الوثائقي اللبناني، أجمل وأهم درامياً وسينمائياً الخطوط الحمراء للسياسة والدين | As-Safir Newspaper

أحوال السينما في العالم العربي تدعو إلى نوع من الارتياح. الكَمّ وفير. النوعية أيضاً، وإن بتفاوت ملحوظ بين بلد وآخر. بين نتاج وآخر أيضاً. التحوّل المرير الذي تعيشه دول ومجتمعات عربية مُساهم واضح في بلورة آفاق جديدة لسينما عربية شبابية، قابلة لأن تكون مدخلاً إلى حقبة أكثر تطوّراً، وأجمل تعبيراً سينمائياً. الرهان على سينما عربية "طليعية"، بالمعنى التجديدي، قابلٌ للكسب. هناك مخرجون شباب مقبلون على العمل بحماسة ووعي معرفيّ يشيان بإمكانية التحديث. هناك مخرجون "مخضرمون" مثابرون على ضخّ المشهد العام بما يثير النقاش. هذه قلّة؟ ربما. لكن القلّة المبدعة أهمّ من الكثرة غير المنتجة. الحركة السينمائية في دول الخليج العربيّ لا تزال تتعثر، وإن ظهر بعض المشتغلين باحتراف وبرغبة صادقة في العمل التأسيسي. جيل شبابي تتوضّح ملامح سينماه شيئاً فشيئاً. تتوضّح هواجسه السينمائية الجمالية والدرامية والإنسانية معاً. تحتاج المسألة إلى وقت اطول؟ هذا صحيح. لكن الآنيّ يقول شيئاً مفيداً. القلّة المذكورة لا تعني أولئك الشباب المنخرطين في تصوير اللحظة الراهنة، بحراكها الشعبي هنا وهناك. بل أولئك الذين ينسحبون قليلاً إلى الوراء، كي يتمعّنوا في إلقاء نظرات فاحصة على الراهن، أو على الأشياء كلّها.

تفاؤل!

هذا شيء من تفاؤل حقيقيّ. الراهن السينمائي العربي، خصوصاً ذاك المصنوع في الدول المغاربيّة تحديداً، يشي بحالة إبداعية بدأت ملامحها التجديدية بالظهور. الملامح التجديدية منبثقة من رغبة في كشف المستور، أو من حاجة إلى الحفر عميقاً داخل البيئات. مع هذا، هناك من يقف للتجديد بالمرصاد. هناك من يُوارب في رأيه، كمن يحثّ على المواجهة بحجج واهية. هناك من يرفض "جرأة" الغوص في متاهات الحياة اليومية، دفاعاً عن أخلاق ما. هناك من يطرح أفكاراً تثير قلقاً، كأن يقول إن "الإسلام السياسي المعتدل أفضل من الأصوليين والمتطرّفين". هذا مأزق ثقافي. صوتٌ كهذا ارتفع في المملكة المغربية مثلاً. الصراع، هناك، لم يبقَ أسير سجالات بين أنماط فنية. بلغ، في الآونة الأخيرة، "النظام القانونيّ المتكامل" الذي يُفترض به تنظيم صناعة السينما في بلد تفوّق على نفسه في ابتكار الجديد والمختلف، غالباً. تنظيم هذه الصناعة ضروريّ. لكن، هناك من يجد في التنظيم هذا إحكام قبضة حديدية على سينما حرّة ومبدعة. المملكة المغربية تديره حكومة "إسلامية"، تمارس عملها السياسي بمواربة وتحايل، من دون أن تُخفي قناعاتها المتزمّتة. أو تحاول أن تمارس هذا العمل، على الأقلّ. بلد يعيش ثنائية متناقضة منذ زمن بعيد، اجتماعياً وثقافياً على الأقلّ. ثنائية متمثّلة بتحرّر اجتماعي وثقافي واضح، في مقابل تشدّد يزداد سطوة وخطورة، بحجّة أن التحرّر تجاوز "الخطوط الحمراء". تعبير "الخطوط الحمراء" وتجاوزها يُشبه الدعوة إلى التآخي مع "الإسلام السياسي المعتدل" في مواجهة "الأصوليين والمتطرّفين". هذا مغاير لكل منطق. الإبداع لا يعرف خطوطاً حمراء. لا يكترث بإسلام سياسي، سواء كان معتدلاً أو أصولياً أو متطرّفاً. إنه النقيض الحتميّ له. لا يُمكن التهويل بمخاطر أصوليين ومتطرّفين على الفن والثقافة، والمطالبة بعدم استفزاز "الإسلام السياسي المعتدل"، لأنه يُمكن أن يكون ضمانة لـ"حرية" الإبداع. الغوص في أعماق الحياة السفلية في مدن عربية، وفضح مكامن الاهتراء والتمزّق والخوف والقلق فيها، لا يعني "إساءة" إلى "سمعة" بلد ومجتمع، يعيشان وقائع مسيئة إليهما بسبب نهج سياسي متحكّم بشؤون الدنيا والآخرة معاً. المغربيّ نور الدين لخماري أبدع في هذا. حقّق "كازانيغرا" في العام 2008. في العام الحالي، قدّم جديده "زيرو". هذا مثل. هشام عيّوش و"شقوق" (2010) مثلٌ ثان. سينمائيون مصريون عاينوا أحوال الشقاء الفرديّ وسط تخبّط ناتج من تحوّل لا علاقة له بالحراك الشعبيّ الآني فقط. أحمد العبدالله وإبراهيم البطوط نموذجان محترفان في تفكيك البيئة الاجتماعية السفلى في القاهرة والإسكندرية.

مخاطر

تواجه السينما العربية "نهضة" أصوليين وسلفيين ومتطرّفين نشأوا منذ أزمنة قديمة، وباتوا اليوم في واجهة المشهد. باتوا في السلطة. هذا مأزق خطر. هذه حرب مفتوحة لا هوادة فيها. لكن هذا لا يعني أن السينما العربية ليست بخير. أميل إلى التفاؤل، لأن أفلاماً عديدة كشفت قوّة الصورة في امتلاك حريتها الإبداعية. في امتلاك براعتها في صوغ الحكايات، والاشتغال السينمائي. "نهضة" هؤلاء تقف عائقاً أمام حيوية الإبداع التجديدي المنفتح والمخلتف. لكن صانعي هذا الإبداع مُصمّمون على المواجهة والتحدّي. الأصوات الرافضة تصرخ في برّية الجهل والتخلّف والظلامية. مع أنها تمارس أنواعاً شتى من المنع والقمع، بعضها مغلّف بحجج ظاهرُها مقبولٌ، وباطنها قابلٌ لتطويع ذاته باتجاه المُناقِض لعناوينه المعلنة، التي تدّعي حرصاً على حريات، ورغبة في دعم وتطوير. في المملكة المغربية، هناك توجّه إلى تنظيم صناعة السينما وفقاً لمعطيات رُوِّج لها على أنها داعمة للصناعة السينمائية، إنتاجاً وتوزيعاً وصالات عرض. في مصر، الوضع مختلف تماماً. لا يملك "الإخوان المسلمون" وحلفاؤهم السلفيون برنامجاً ثقافياً، باستثناء رغبة أكيدة في القضاء على أشكال التعبير الإبداعي كلّها. لا برنامج ثقافياً، بل خطة لضرب البناء الإبداعي المتنوّع، وإن استلزم تطبيقها وقتاً يبدو أن "الإخوان المسلمين" وحلفاءهم السلفيين يملكونه لفترة طويلة.

لا يقلّ المشهد العربي خطورة في أمكنة أخرى عمّا يجري في المملكة المغربية ومصر. الخطورة كامنة في أشكال قمع مختلفة. في سوريا، التي تعاني حرباً دموية مفتوحة على مزيد من الدم والدمار، "سقط" سينمائيون عديدون في المحظور السياسي المباشر. انشقوا عن بعضهم البعض. تصادموا بين بعضهم البعض. شتموا وخوّنوا واتّهموا. نتاجاتهم جزء من لعبة خفية، تواجه قدرها لأنها تقول راهنها. سينمائيون عديدون مستمرّون في إخراج أفلام جديدة لهم: عبداللطيف عبد الحميد ومحمد ملص وباسل الخطيب وميّار الرومي وجود سعيد وعمّار البيك وهالة العبدالله وآخرون. شباب سينمائيون منخرطون في مواجهة نظام يُمعن فتكاً في شعبه وبلده. في المقابل، سينمائيون آخرون "ناصروا" النظام، بطريقة أو بأخرى. الصُوَر كثيرة. السينما تكاد تكون مؤجّلة. الأفلام الجديدة لهؤلاء موزّعة على الراهن وغيره في آن واحد. لكن المستقبل مكفهرّ. الرقابة الأمنية في لبنان، التي منعت "بيروت بالليل" لدانييل عربيد بحجّة تضمّنه "اتّهاماً" مبطّناً للشيعة ولـ"حزب الله" باغتيال رفيق الحريري مثلاً، أجازت عرض الفيلم الأخير لزياد دويري "الصدمة"، على الرغم من موضوعه الحسّاس والمهمّ: سؤال الهوية المطروح على الفلسطيني الإسرائيلي. الإجازة موجودة. لكن أصواتاً عديدة ارتفعت، في دول عربية، مندّدة بالفيلم وبمخرجه، بدءاً من السياسة وانتهاءً بها. بل بسبب تصوير دويري فيمله هذا في تل أبيب ونابلس. السياسة تقتل السينما، عندما تتعاطى معها من منطلقات سياسية بحتة. من منطلقات سياسية فقط، من دون غيرها. لم يشأ أحدٌ من هؤلاء مناقشة "الصدمة" سينمائياً. لم يشأ؟ غالب الظنّ أن معظم مهاجمي الفيلم لم يُشاهدوه. قالوا فيه كلاماً سيئاً لأن مخرجه "ذهب" إلى إسرائيل. هذا وحده كفيلٌ، بالنسبة إليهم، لتخوين المخرج. لعدم مناقشة "نتيجة" ذهابه إلى إسرائيل. لم يرغب أحدٌ منهم في معرفة "نتيجة" هذا "الذهاب". النتيجة؟ فيلم سينمائي بامتياز، ناقش سؤال الهوية من دون خطابية أو ثرثرة وطنية. من دون ادّعاءات شعاراتية. النتيجة؟ فيلم سينمائي بامتياز، يُمكن أن يُشكّل العنوان الأول للمشهد السينمائي العربي في العام 2012. الرقابة الأمنية في لبنان تمتلك ذكاء بوليسياً خبيثاً، كحال الرقابات الأمنية وغير الأمنية في الدول العربية كافة. تستند إلى قانون مهترئ، وتنفض يديها من "دم هذا الصدّيق". تعلم أن رقابات أخرى ستتولّى "الأعمال القذرة" نيابة عنها. معركة الحريات الإبداعية عنوان ثان في المشهد السينمائي العربي نفسه. موجودة هي في أصقاع عربية مختلفة. اتهام زياد دويري يُذكّر بأحكام مسبقة سيقت "ضد" المخرج الفلسطيني إيليا سليمان. أحكام قالت بأنه يدعو إلى "التطبيع" مع إسرائيل، لأن أفلامه تناولت وقائع العيش في بلد اسمه فلسطين، أخفته، أو تحاول إسرائيل أن تخفيه نهائياً.

حراك

التفاؤل بالسينما العربية، في مواجهة هذا الكَمّ الهائل من التخبّط في فوضى الاتهامات والأحكام المسبقة والدعاوي القمعية، كامنٌ في حالة سينمائية شهدها لبنان في الأعوام القليلة الفائتة. في العام 2012، تأكّدت مزايا هذه الحالة: السينما الوثائقية اللبنانية تزداد تألّقاً وإبداعاً. تزداد حرفية سينمائية. تزداد براعة في المقاربة الجمالية لذاكرة فرد، ولأحوال جماعة. هذه سينما تخترق الممنوع. تستعيد حقبات مريرة من تاريخ حرب أهلية، يُراد لها أن تزول من الذاكرة. يُراد لها أن تغيب في النسيان، فإذا بمخرجين يخوضون مغامرة البحث فيها عن أسئلتها المعلّقة، أو عن أجوبتها الملتبسة. أفلام وثائقية عديدة وضعت أحد أفراد عائلات مخرجيها أمام الكاميرا، لأسباب مختلفة: تصفية حسابات مريرة. الإضاءة على ماض يكاد يندثر. تحصين الذاكرة الفردية للحؤول دون اندثارها. أفلام وثائقية أخرى استعادت مرارة الحرب الأهلية، أو المتاهات القاتلة لسلم أهليّ مثقوب وهشّ ومنقوص، سبق هذه الحرب، أو تلاها. آخر هذه الأفلام: "ليال بلا نوم" لإليان الراهب. النقاش النقدي مطلبٌ. الفيلم قابلٌ له. مليء هو بعلامات استفهام تطال محاور، أو فقرات، أو مطبّات. لكنه فيلم مصنوع بلغة سينمائية. مشغول بحرفية باحثة في هواجس خراب لا ينتهي من تحطيم كل سلام منشود. "القاتل" في مواجهة ضحّيته. الخاطف في مواجهة والدة المخطوف. الحرب وبعض أسيادها في مقابل أناس وجدوا أنفسهم متورّطين في خراب الحرب. فيلم يُفترض به أن يُعرض على نطاق واسع، داخل لبنان أولاً. في المهاجر والمنافي اللبنانية هنا وهناك أيضاً. في العام 2011، أفلام وثائقية مشابهة شكّلت حالة سينمائية مُرشّحة لمزيد من التطوّر الإبداعي. الأسماء باتت حاضرة في المشهد اللبناني العربي: سيمون الهبر ورامي نيحاوي وهادي زكّاك ونديم مشلاوي وأحمد غصين وزينة صفير. هؤلاء جزء من مجموعة. قبلهم، أو إلى جانبهم، هناك غسان سلهب ورانيا إسطفان وداليا فتح الله ولينا صانع ولميا جريج. آخرهم: فرح قاسم وباسكال أبو جمرة. أفلام هؤلاء نماذج. التنويع البصريّ مجاور للتنويع الدرامي والجمالي. الفيلم الوثائقي اللبناني أقوى جمالاً. أهمّ مضموناً درامياً. أفضل معالجة سينمائية. الفيلم الروائي الطويل مُصاب بخلل أو وهن. ليست الأفلام الروائية الطويلة كلّها طبعاً. الشمولية مؤذية. المحاولات الروائية الطويلة الجادّة حاضرة في المشهد اللبناني. لكن عددها قليل جداً، قياساً إلى كمية الأفلام الوثائقية ذات النوعية الجادّة.

العالم العربي شاسع. "الوراثة" ليست حكراً على السياسة. هذه ظهرت بكثافة في بعض الدول العربية، خلال العام 2012. في السياسة، هناك تعبير أوضح للحالة: "التوريث". في السينما، هناك حالات "وراثية" أيضاً، كما في التلفزيون. عادل إمام أحدهم (ولداه رامي ومحمد). يحيى الفخراني ومحمود عبدالعزيز. قبلهم، فريد شوقي وسمير غانم ومحمود ياسين. البراعة لا علاقة لها بالوراثة، أو بالتوريث. البعض "يولد" عبقرياً. الجينات البيولوجية لا تنقل "عدوى" كهذه. حالات قليلة أثبتت أن الإبداع يُمكن أن يكون "وراثياً"، لكن خارج التعبير العلمي. في مصر: نادين خان، ابنة محمد خان، قدّمت فيلمها الروائي الطويل الأول "هرج ومرج". عايدة الكاشف، ابنة الراحل رضوان الكاشف، باتت ممثلة ("سفينة ثيزيوس" للهندي أناند غاندي). في تونس: هناك حميدة الباهي، ابنة رضا الباهي. "نسمة الليل" تجربته الروائية الطويلة الأولى له كمخرج. هذه بدايات. هناك جيل سينمائي جديد يُريد الصورة بوحاً وكشفاً وتعرية.

ما سبق محاولة لقول قناعة، مفادها أن للسينما العربية الجديدة دوراً مطلوبٌ منها ان تلعبه بحرفية. هي بدأت تفعل هذا. شباب منصرفون إليها لحاجاتهم في التعبير. الشاب الفلسطيني مهدي فليفل أحد هؤلاء. العام 2012 محطة في مسار طويل. المواجهات قدر. المواجهات متنوّعة: ضد جهل وأمية وتراجع. ضد سلطات متنوّعة. ليست المعركة سهلة. ففي مقابل الخراب الذي جاء به سارقو انقلابات سلمية ضد حكّام طغاة، هناك سينما تستكمل البناء الإبداعي لحرية الجمال.



Envoyé de mon iPad jtk

Aucun commentaire: