"معايير النشر في وسائل الإعلام" في AUST
النهار - علي منتش - ٣/٤/٢٠١٢
لأن مساحة الحرّية في لبنان ليست قليلة القيمة، ولأن الاعلام اصبح ابعد من أن يضبط نتيجة كل ما طرأ على التكنولوجيا ووسائل التواصل، من تطور، ونظرا لما يؤديه الإعلام، التقليدي والحديث، من أدوار في توجيه الرأي العام، كل هذه الأسباب وغيرها تضع القيمين على الواقع الإعلامي أمام مسؤولية كبيرة.
من هنا كانت الندوة التي عقدت أمس في الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا تحت عنوان "معايير النشر والبث والبرمجة في وسائل الاعلام اللبنانية".
الندوة التي شارك فيها وزير الاعلام وليد الداعوق استهلت بكلمات افتتاحية، أولها لعميد كلية الإعلام في الـAUST جورج فرحة الذي اعتبر ان الإعلام الناجح، هو ذلك الذي يسعى الى تنوير الرأي العام بطبيعة الأحداث، ويقدم تفسيرات متوازنة لها، ويزيد من وعي الجماهير.
وألقت رئيسة الجامعة هيام صقر كلمة أكدت فيها "ان الصحافة الحرة تستوجب قارئا ذكيا يعرف كيف يميز، رغم ان اللبناني متعلم، لكن في معظم الأوقات، يتغلب عليه انتسابه الطائفي، ما يحتم على الاعلام ان يكون ليس فقط حرا بل متجردا وصادقا".
واشارت الى أن "السلطة الرابعة قد تكون السلطة الاولى من حيث اهميتها".
ثم تكلّم الداعوق معتبرا ان الثورة الاعلامية الحديثة أدخلت الى الاعلام أنماطا جديدة لم تكن متاحة. "فعالم الانترنت ووسائل الاتصال الاجتماعي سمحا للعامة بالتشارك في الهموم، وأتاحا لهم فرصة التعبير عن آرائهم".
اضاف: "ان الحق في حرية التعبير هو من الحريات الاساسية التي تدافع عن الديموقراطية والتعددية". وتمنى "ان نتوصل قريبا الى صوغ ميثاق جماعي يكون ثمرة جهدكم المتواصل، وذلك من اجل تأمين حصانة لازمة للجميع".
انتهت الكلمات لتبدأ الندوة. تحدث مدير تحرير جريدة "النهار" الزميل غسّان حجار مؤكدا ان "لا قانون للاعلام واضحا في لبنان الا في ما خص الاعلام المكتوب، وهو لا يطبق تماما، لا حرصا على الحريات، بل لان محكمة المطبوعات تتأخر دهرا للبت في اي قضية. لا معايير واضحة فليس من شرعة اخلاقية تجمع او تحكم العاملين في القطاع الاعلامي، اضافة الى غياب نقابة حقيقية للمحررين ولا للعاملين في المرئي والمسموع".
أضاف: "في لبنان تنقصنا المهنية الحقيقية التي تضمن الاستعمال الآمن للحرية. فعندما يكون الاعلامي مرتهنا في ولائه لحزب ولطائفة، بينما قدرة النقد والنقاش معطلة عنده اصلا، تصبح الشهرة هي الهدف لبلوغ مناصب اخرى او تحقيق المال الوفير".
وتحدث مدير الاخبار والبرامج السياسية في MTV غياث يزبك قائلا: "هناك عوامل تعوق الصحافي عن ايصال الحقيقة، قد تكون ناجمة عن تضارب بين موضوع الخبر وبين مصلحة المؤسسة الصحافية". وأكد "وجوب ان توسع التشريعات مروحتها كي تحول ايصال الخبر الحقيقي حقا من حقوق الناس على اهل الصحافة".
اما رئيس تحرير الأخبار في اذاعة "صوت لبنان" شربل مارون فراى ان هناك معيارا اساسيا يجب ان تعتمده الاذاعات في عملها الاخباري، الفصل بين الخبر والرأي. الخبر مقدس والرأي حر، لا مكان للرأي المباشر في نشرات الاخبار، الناس بلغوا سن الرشد". واعتبر ان اهم المشكلات التي تواجه الاعلام في لبنان هي التداخل بين السلطة ووسائل الاعلام.
وأخيرا تكلم ناشر موقع "ليبانون فايلز" ربيع الهبر فاشار الى ان "الصحافة الالكترونية فرضت نفسها على الساحة، اضافة الى ظهور الاجيال الجديدة التي لا تقبل على الصحف المطبوعة". أضاف: "ثقافة الانترنت اصبح لها شعبيتها وهي في ازدياد، على عكس قراء الصحف ومستمعي الراديو".
JTK = Envoyé de mon iPad.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire