Mosaique de la chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj

Mosaique de la chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj
Mosaique de la Chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj

La tâche prophétique de l'agent de communication chrétien

« L'agent de communication chrétien en particulier a une tâche prophétique, une vocation: dénoncer les faux dieux et les fausses idoles d'aujourd'hui — matérialisme, hédonisme, consumérisme, nationalisme étroit, etc. ... — proclamant à tous un ensemble de vérités morales fondées sur la dignité et les droits humains, l'option préférentielle pour les pauvres, la destination universelle des biens, l'amour des ennemis et le respect inconditionnel de toute forme de vie humaine, de la conception à la mort naturelle; et la recherche de la réalisation la plus parfaite du Royaume dans ce monde, tout en demeurant conscient que, à la fin des temps, Jésus restaurera toutes choses et les retournera au Père » (cf. 1 Co 15,24)." {

{L'ethique dans les moyens de communication sociale", Mgr John Folley Vatican 2000}

lundi 23 avril 2012

رقيم بطريركي في وداع انطوان حميد موراني

رقيم بطريركي في وداع انطوان حميد موراني 
بكركي ١٩/٤/٢٠١٢ 
بعد الانجيل المقدس ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان "اذهبوا وتلمذوا كل الامم"، جاء فيها: "في غداة الأحد الجديد، وأنوار القيامة، لبى المثلث الرحمة المطران انطوان – حميد موراني دعوة الله له للإنتقال من هذا العالم إلى بيت الآب في السماء، إثر نوبة قلبية حادة، فيما كان كعادته منكبا على القراءة والكتابة. وهو الذي أحب الكلمة مصدر الحقيقة والفرح، ما جعله يعبر عن ذلك بقول استوحاه من كلام للقديس بولس الرسول، توجت به ورقة نعيه: "وضعت فرحي في الحقيقة"(راجع 1كور13: 6). لقد راح طيلة حياته يتعمق في جوهر الحقيقة وأبعادها، من بعد أن تخرج من جامعة القديس يوسف بيروت مجازا في اللاهوت، ومن كلية الآداب الفرنسية الحديثة مجازا في الفلسفة، وواصل في جامعات المانيا حتى شهادة الدكتورا فيها، وكان موضوع أطروحته "المنطق والحقيقة". وعلم فلسفة الحقيقة في جامعات لبنان، وعاشها كاهنا ملأت قلبه فرحا ورجاء بالمسيح ومحبة للكنيسة، وشهد لها أسقفا على رأس أبرشية دمشق. وقضى حياته ملبيا دعوة الرب يسوع: "إذهبوا وتلمذوا كل الأمم"(متى 28: 19)".
 
أضاف: "ولا عجب في ذلك. فهو ابن كاهن من قرية المهيري المارونية في محافظة طرطوس بسوريا، المرحوم الخوري انطونيوس موراني، وقد أتخذ اسمه في الكهنوت، بعد وفاته، مضافا الى اسمه فأصبح "انطون حميد". ولد حميد في قرية منياره بقضاء عكار حيث كان والده خادما للرعية. ونشأ في هذا البيت الكهنوتي إلى جانب ستة أشقاء وشقيقتين، سبقه واحد منهم إلى بيت الآب هو المرحوم الدكتور مفيد. وبعد إكمال دروسه الإبتدائية في حلبا، لبى دعوة المسيح إلى الحياة الكهنوتية باكرا، فدخل إكليريكية غزير البطريركية حيث تابع دروسه التكميلية والثانوية، ثم دروس الفلسفة واللاهوت، حتى التخرج النهائي في كل من جامعة نشر الإيمان في روما، وكلية الآداب الفرنسية في بيروت، وجامعتي بون وريغسبورغ – بافاريا في المانيا حيث تتلمذ على يد اللاهوتي الشهير Joseph Ratzinger الذي هو اليوم البابا بندكتوس السادس عشر. واستمرت بين الإثنين علاقات مودة وتقدير واحترام.
 
وكان مجليا في علومه كلها محتلا مكان الطليعة بين رفاقه. وهذه موهبة تحلى بها كل أشقائه والشقيقتان، الذين حازوا الشهادات العليا في حقل الطب والهندسة والصحافة والعلوم. وقد احتضنهم كلهم بمحبته وعنايته، وبادلوه هم المحبة والخدمة والاكرام.
هذا الكاهن والأسقف أحب الحقيقة ووضع فرحه فيها، وراح يغوص في مضامينها مع كبار رجال الفلسفة ولا سيما الفيلسوف الألماني هيغل الذي سار بالفلسفة حتى مصدرها في الله، معتبرا أن "الحقيقة، في صيرورة التاريخ، هي الأقرب إلى سر التجسد الإلهي، وبالتالي هي لقاء شخصي مع الوجود". علم المطران انطوان – حميد، الفلسفة في جامعة القديس يوسف بيروت وفي كليتي التربية والآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية. وكان جوهر فلسفته الحقيقة ومعنى الوجود كحاجة إلى آخر لكي يكون. وكشف ارتباط الحقيقة بالوجود وارتباط الإثنين بالكلمة التي هي الله والتي تجسدت في ملء الزمن. وراح في تعليمه وكتاباته المتنوعة، من مقالات وكتب ومحاضرات، يفسر بسهر وقلق معنى الوجود وأحداث التاريخ في ضوء أنوار الكلمة، فكان يردد عبارة شهيرة للفيلسوف هيغل: "إني أجعل من قراءة الصحيفة اليومية صلاتي الصباحية".
 
أضاف: "كان يعيش قلق التساؤل في التفسير لمعطيات التاريخ، ويردد: "الفكر الأمين لذاته يبقى في حركة مستمرة من التساؤل والقلق. وليس من مكان يحمي الفكر في حدود آمنة". كان يريد الذهاب إلى عمق الروح التي لا تنفصل عن الحقيقة والوجود. وكم كان يردد: ينبغي التماس الحقيقة من "كرم الوجود". وكم تألم لرؤية العديد من البشر يرفضون الإنفتاح على "كرم الوجود" الآتي إليهم، بوضع شروط وشروط لقبوله.
انطوان – حميد، الكاهن والأسقف، أحب الكنيسة ووصفها بكنيسة الرجاء وكتب الكثير عنها وحاضر، واختصرها بجوهرها وأبعادها في النص الأول من نصوص المجمع البطريركي الماروني بعنوان "كنيسة الرجاء"، الذي هو بمثابة الروح للنصوص الأخرى الاثنين والعشرين، وللمسيرة المجمعية بأكملها. وفي الستينات، كان في مقدمة الكهنة والعلمانيين مؤسسي حركة "كنيسة من أجل عالمنا"، للقيام بحركة تجديد حسب تعليم المجمع الفاتيكاني الثاني، تمكن الكنيسة من مواجهة التحديات المطروحة في لبنان والعالم العربي. ووضع كتابا عن هذه الحركة يشرح فيه هويتها ورسالتها وينقل أخبار نشاطاتها. ثم راح يبين في مقالات ومحاضرات دور البطريركية المارونية ومسؤوليتها في قيادة الموارنة وإحياء وجدانهم التاريخي ودورهم في هذه البيئة المشرقية.
لقد كتب إلي قبل وفاته بأسبوعين أي في 2 نيسان الجاري، غداة عودتي من الزيارة الرسمية إلى تركيا، رسالة بالفرنسية وبخط يده المرتجف قال فيها: إن زيارتكم إلى تركيا التي سيليها زيارات إلى بلدان الخليج، إنما تبرهن أن الكنيسة المارونية هي الضمير النقدي الإجتماعي والتاريخي للدول العربية، و"نقدي" حسب مفهوم الفيلسوف الألماني Kant. فينبغي على كنيستنا أن تدرك إدراكا أعمق وعيا لذاتها، لكي تصبح قادرة على أن تحمل للبلدان العربية الوعي لما يمكن أن تصبح هذه البلدان بفعل الكنيسة المارونية وحضورها الروحي واللاهوتي فيها. هذا ما تعنيه زيارتكم إلى تركيا التي ترمز، بالنسبة إلي، إلى انطلاقة لكنيستنا في تحقيق ما هي عليه "كضمير نقدي إجتماعي وتاريخي للبلدان العربية. ولقد بلغت إلى هذا التحديد منذ أكثر من خمس عشرة سنة".
 
وتابع الراعي: "وأحب لبنان فكتب منذ أوائل الستينات مقالات وقدم محاضرات عن لبنان ودعوته ورسالته، ثم نشر في التسعينات كتابا بعنوان "هوية لبنان التاريخية". وقال عن لبنان أنه "ملحمة الله على أرضنا"، وأن هويته تتبلور في صيرورة تاريخية عبر الأزمات التي لم يكن يعتبرها عائقا، بل اعتبرها سلبية تحرك بهدف إزالة التناقض والبلوغ إلى المصالحة. وكان يدعو إلى روحانية تنبع من تاريخنا لكي نتمكن من تجاوز أزمات بلادنا. وكان يردد: "يجب أن تعيدنا أحداثنا إلى عمقنا الذاتي والتاريخي كي نحدد نوعية سلوكنا وخياراتنا. وهكذا نستطيع أن نعيد إلى لبنان ما أعطاه الله من مواهب وتاريخه من خبرات.
 
هذا الكاهن المتقد غيرة وروحانية، إنتخبه سينودس أساقفة كنيستنا المقدس في سنة 1989 مطرانا لأبرشية دمشق، فكان أول اسقف عليها بعد انسلاخ أبرشية صربا عنها سنة 1961، فانكب على إحيائها وإصلاحها وإعادة بنائها. رمم كرسيها ووسع عقارها وأنشأ ناديا وبيتا للطلاب، وشرع في بناء مقر صيفي لها ولنشاطاتها الراعوية في بلدة المهيري. وانفتح على الكنائس الشقيقة في دمشق بروح الشركة والمسكونية، وأقام علاقات ودية وفكرية مع نخبة من مثقفي العاصمة، فاحتل مكانة مرموقة من الاحترام والتقدير في الأوساط الكنسية والعلمية هناك.
 
وبعد عشر سنوات أي سنة 1999 وهو بعد في التاسعة والستين من العمر، قدم استقالته من إدارة الأبرشية، لأسباب صحية، ولكي يتفرغ للأبحاث والكتابة. وأقام إلى جانب الأهل وبخاصة شقيقته نوال التي نرجو لها الشفاء العاجل، في منزله بعين الرمانه بيروت، وراح يسلك طريقا صوفيا ترجمه في كتابه عن القداس الماروني بعنوان "طريق الإعجاب بالله"، وفي أبحاث عن الروحانية المارونية في صلاة الفرض الماروني القديم. ونشر كتابا شرح فيه مضامين الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان"، على مستوى الرجاء والتجدد الروحي والإلتزام الإجتماعي والوطني ودور لبنان والكنيسة في العالم العربي".
 
وقال: "وهكذا بعد اثنين وخمسين سنة في الدرجة المقدسة، قضى منها تسعا وعشرين سنة في الكهنوت وثلاثا وعشرين في الأسقفية، أمضاها سائرا في نور الحقيقة الأزلية المتجلية في حقيقة الوجود والتاريخ، ومعلما لهذه الحقيقة وكاتبا فيها وعنها، وصدى نداء الرب يسوع يتردد في أعماق عقله وقلبه: "إذهبوا وتلمذوا كل الأمم" (متى 18: 16). وهذا الذي "وضع فرحه في الحقيقة" ينتقل في غداة الأحد الجديد، إلى عالم الله الجديد في السماء، لينعم بمشاهدة الحقيقة التي هي الله، والتي تاق إليها في دنياه ولسان حاله يردد مع صاحب المزامير: "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الآب ننطلق" (مز 122: 1).
إننا بهذا الرجاء، نقدم باسمكم التعازي الحارة لأبينا صاحب الغبطة والنيافة واخواننا السادة المطارنة أعضاء السينودس المقدس، ولأبرشيتي دمشق واللاذقية، رعاة وكهنة ورهبانا وراهبات ومؤمنين ومؤمنات، ولأشقائه وشقيقتيه وعائلاتهم، وسائر أنسبائهم الكرام في الوطن والمهجر، راجين له ثواب الرعاة الصالحين في الملكوت السماوي، ولكم جميعا العزاء وطول العمر بشفاعة أمنا مريم العذراء وبنعمة الثالوث المقدس، آمين".


JTK = Envoyé de mon iPad.

Aucun commentaire: