Mosaique de la chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj

Mosaique de la chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj
Mosaique de la Chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj

La tâche prophétique de l'agent de communication chrétien

« L'agent de communication chrétien en particulier a une tâche prophétique, une vocation: dénoncer les faux dieux et les fausses idoles d'aujourd'hui — matérialisme, hédonisme, consumérisme, nationalisme étroit, etc. ... — proclamant à tous un ensemble de vérités morales fondées sur la dignité et les droits humains, l'option préférentielle pour les pauvres, la destination universelle des biens, l'amour des ennemis et le respect inconditionnel de toute forme de vie humaine, de la conception à la mort naturelle; et la recherche de la réalisation la plus parfaite du Royaume dans ce monde, tout en demeurant conscient que, à la fin des temps, Jésus restaurera toutes choses et les retournera au Père » (cf. 1 Co 15,24)." {

{L'ethique dans les moyens de communication sociale", Mgr John Folley Vatican 2000}

lundi 30 avril 2012

الإعلام والتواصل الحداثوي لدومينيك وولتون بالعربية



الإعلام والتواصل الحداثوي لدومينيك وولتون بالعربية
هل ثمة أحد يحبّني في مكانٍ ما؟

روجيه عوطة- النهار٣٠/٤/٢٠١٢

في مقدمة كتابه، "الإعلام ليس تواصلاً"، الصادر بترجمته العربية عن "دار الفارابي"، يعلن  دومينيك وولتون أن هدفه هو التفكر في مسألة التواصل بعد الإنتصار النصفي الذي حققه الإعلام في القرنين الماضيين. يختلف الإعلام عن التواصل، الأول يُعنى بالرسالة ومضمونها، والثاني يُعدّ مسألة علائقية أكثر تعقيداً لأسباب ثلاثة: يطرح جوهر التواصل العلائقي سؤالا ً عن الآخر والصلة التي تجمعه بالذات التواصلية؛ كل الجهود الحداثوية تصب في تعزيز التواصل بين البشر، وأي حطّ من قيمة التواصل هو حطّ من قيمة الذوات الفردية؛ يحمل الإعلام الجيّد مشروعاً تواصلياً، لكن هذا لا يعني أن كثرة الوسائل الإعلامية ستؤدي إلى تمتين التواصل، فوجود المعلومات بكليته يجعل التواصل صعباً. نحن نتقاسم مع الآخرين ما هو مشترك بيننا، لكننا لا نتدبر جيداً اختلافاتنا. 
لا لزوم للتراتبية بين الإعلام والتواصل، أو تناولهما بحسب منطق الأولوية، بل دراستهما بنظرة ثلاثية البعد: العلاقة، الآخر، والمتلقي. وذلك من أجل الحؤول دون تحولهما أدوات "سوء تفاهم وكراهية"، لا سيما في عصر باتت فيه الإختلافات والتناقضات والغيريات مرئية إلى درجة الصراع. كيف يُعاد تأسيس قيم الحرية في التواصل الإعلامي وفي الإعلام التواصلي؟
يتبنى وولتون تصوّراً إنساني النزعة في مقاربته مفهوم التواصل، الملازم لقدر الإنسان، وإرادته ضرورية لتشييد الحياة الفردية والجماعية. يتطلب حداً أدنى من الوقت والإحترام والثقة والتسامح، ما يجعله مقولة مساواتية مبنية على التفاوض. هذا التصور يناقض تصوراً آخر، يجعل من عدم التواصل أفقاً للتواصل، بمصائبه الرهيبة، فتحول 5.6 مليارات إنسان إلى مستخدمي إنترنت، لا يفضي إلى تواصل أصيل، بالمعنى الأنتروبولوجي، بل إلى تواصل مهدد إيديولوجياً، بالفردانية، التي تكتفي بالتعبير والتفاعل، ومهدَّد بالجماعية، المنغلقة والمهمشة للغيرية. ما يطمح وولتون إليه هو تحريره من هاتين الإيديولوجيتين وتقديمه كنموذج لمجتمع مقسوم بين الأغنياء والفقراء، الشيوخ والشباب، المتخمين والمحرومين تكنولوجياً، الأمر الذي يفتح أفقاً جديداً، كون فيه الإعلام قائماً على التعايش، وتالياً يصبح التواصل فعلاً ديموقراطياً. "من أجل ذلك، لم يكن لمفهوم التواصل أن يفرض نفسه إلا في أعقاب الثورات الهادفة إلى بسط حرية الأفراد والمساواة في ما بينهم".
يفرد الكاتب صفحات لمعالجة دور الإنترنت، كيوتوبيا، لا تقضي بوجود فكر كوني ينظمها، بل كـ"مجموعة ترتيبات ومبادرات وحريات" ونافذة مفتوحة على الإنعتاق. في المقابل، تثير الشبكة العنكبوتية الكثير من المفارقات، إذ تطلق ممارسة الكتابة من جهة، وتفرغها من محتواها من جهةٍ أخرى، تعيد تقويم الكتابة وتنزع قدسيّتها في آن واحد. كما تتيح الوصول إلى المعلومة لكنها لا تسهّل العلاقة بالمعرفة. بشكل عام، تتيح للمستخدم التفلت من القيود الخارجية، وتسيطر عليه بآلياتها الإفتراضية، كآلية تعقّب الأثر مثلاً، وهذا ما يعرف بالعبودية الإرادية. إضافةً إلى إدمان التقنية والتحدث عنها كأداة ثورة وتغيير، لكن الأداة لا تخلق الوظيفة. يبحث رواد الإنترنت عن الآخر، وعن علاقات إنسانية بديلة، سهلة وحرة وأصيلة. "هل ثمة في مكان ما أحد يحبني؟"، يسأل مستخدم الـ"فايسبوك"، الذي يجد فيه وولتون الصيغة الحداثوية لمجلة "الصياد الفرنسي" Le Chasseur Français، ويشير إلى أن مسعى التواصل الإنساني الجديد، ما هو إلا علاج مضاد للوحدة التي فرزتها البنى المتفجرة في كل مدن العالم، ويظهر كـ"وسيلة نضال ضد هذا الواقع الجديد: إذ إننا أحرار لكننا وحيدون".
ينصح الكاتب بالخروج من الإيديولوجيا التقنية التي عملت على تشويه التواصل وإقصاء مضامينه عن الإشكاليات الإنسانية، من خلال تطبيق نماذج السيبرنتيقا (علم التحكم الآلي)، بعقلانية نسقية، تطلق نظريات معرفية على واقع وظيفي وعلاقات عضوية جسدتها الشبكات، التي صوّرت الكثيرين بمظهر الحداثة، حتى أنها تركت الخطاب السياسي يتفاعل معها، نتيجة ظهورها كمصنع الأدوات الديموقراطية الإلكترونية، وكبديل من لقاء السياسيين مباشرةً بالناس. للتفلت من هذه الإيديولوجيا، علينا إعادة الإعتبار إلى المؤلفين الذين ألقوا، بعد الحرب العالمية الأولى، التبعة على التقناوية العلمية، التي سرّعت ارتكاب الفظائع البشرية. تجرأ هؤلاء على إعلان بربرية التقنية، وشددوا على دور التطرف العلموي في تثبيت تهمة البربرية هذه. للتخلص منها، لا بد من حوار بين الكيانات الإجتماعية، لا الصورية أو الإعلامية، فمهما بلغت فاعلية التقنية، فإنها لن تتمكن من مصادرة دور التواصل، لأنها محكومة بمنطق العرض والطلب. في حال إعطاء الأولوية للطلب، ستنتج من ذلك غيتوات معزولة، كما يحصل في الشبكة الإفتراضية، وإذا أعطيت الأولوية للعرض، كما في الصحافة والراديو والتلفزة، فذلك يؤدي إلى الإنفتاح والتمتع بذات إجتماعية، علماً أن العرض والطلب يتكاملان في سوق التقنية الإيديولوجي، الذي يبدو أنه الأكثر تحكماً بآفاق التواصل وإرباكاً لها.

JTK = Envoyé de mon iPad.

Aucun commentaire: