Mosaique de la chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj

Mosaique de la chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj
Mosaique de la Chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj

La tâche prophétique de l'agent de communication chrétien

« L'agent de communication chrétien en particulier a une tâche prophétique, une vocation: dénoncer les faux dieux et les fausses idoles d'aujourd'hui — matérialisme, hédonisme, consumérisme, nationalisme étroit, etc. ... — proclamant à tous un ensemble de vérités morales fondées sur la dignité et les droits humains, l'option préférentielle pour les pauvres, la destination universelle des biens, l'amour des ennemis et le respect inconditionnel de toute forme de vie humaine, de la conception à la mort naturelle; et la recherche de la réalisation la plus parfaite du Royaume dans ce monde, tout en demeurant conscient que, à la fin des temps, Jésus restaurera toutes choses et les retournera au Père » (cf. 1 Co 15,24)." {

{L'ethique dans les moyens de communication sociale", Mgr John Folley Vatican 2000}

mercredi 19 septembre 2012


"المكوّن المسيحي": صورة بلا صوت

الثلاثاء 18 أيلول 2012،   آخر تحديث 06:19غسان سعود - "الاخبار"
من ديموقراطية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وصولا إلى مواقف السياسيين ورجال الدين المسيحيين، كان واضحاً في اليومين الماضيين أن ليس في جعبة «المكوّن المسيحي» مشروع يقدمه للبابا
يمكن في خطاب الرئيس ميشال سليمان خلال استقبال البابا بنديكتوس السادس عشر ملاحظة عبارة نسخت من خطاب الطائفة الشيعية وعدلت لعدم استفزاز الطائفة السنية، وأخرى نسخت من خطاب السنّة وعدلت لتلائم المزاج الشيعيّ. أما بعدهما فحشو كلامي عن «لبنان الواحة لحوار الأفكار والقلوب، ومنارة الفكر الإيجابيّ وعيش الشرق والغرب المشتركين (في طرابلس مثلاً)». وتغيب في النص الإشارة المستوحاة من الخطاب المسيحي، الغائب أصلاً. وبعيداً عن الإحياء الإيماني والإنعاش النفسي اللذين وفرتهما الزيارة، كان واضحاً في ختامها افتقاد المسيحيين اليوم قضية أو مشروعاً يعيشون لأجله.
تزامن الزيارة البابوية مع اغتيال الرئيس بشير الجميّل يتيح لبعض المقربين منه القول إن آخر مشروع أثّر بالمسيحيين قتل في 14 أيلول 1982. ولم يقدم، بعد بشير، زعيم مسيحي مشروعاً بالمعنى المتكامل للكلمة. والمشروع، في حالة بشير مثلاً، يرتكز على خيار استراتيجي واضح، قضى يومها بالتحالف العسكري والسياسي والطائفي مع إسرائيل من جهة، واستمرار المارونية السياسية في حكم كل لبنان أطول وقت ممكن بدل حكم بعضه لبعض الوقت من جهة أخرى. وتوطدت دعائم ذلك المشروع بشبكة أمان مالية ودبلوماسية وحتى أمنية وعسكرية دولية. وبموازاة سعي بشير الحثيث إلى الاطلاع على تفاصيل المشهد السياسي وآفاقه في لبنان والمنطقة، باشر في إنشاء أجهزة إعلامية ومراكز دراسات والاتحاد الماروني العالمي والرابطات المسيحية والهيئات الشعبية ومكاتب القوات اللبنانية في الخارج. جهز الرجل بذلك أوسع قاعدة للتفاعل الشعبي معه كيفما التفت، نزل أو صعد.
في موازاة تشريع بشير منطق الإلغاء العسكري وقتل خصومه لتثبيت حكمه، لم تتح شمسه للنجوم الأخرى أن تلمع، في ظل أداء بشيري داخل القوات وخارجها وتعامل الإسرائيليين مع من يمثلهم، بما يوحي أن الرجل سيعيش مئة عام ويحكم لبنان ألف عام على الأقل، الأمر الذي سرع دخول مجتمعه من بعده في مرحلة الاقتتال المسيحي التي استمرت نحو عشر سنوات.
أما الفريق المسيحي الذي انتصر مبدئياً يوم اغتيل بشير، من سليمان فرنجية الجد إلى إميل لحود الحفيد، فلم يبذل أي جهد لتقديم مشروع بديل للمسيحيين، يتكامل على غرار المشروع البشيري تنظيمياً وديبلوماسياً وأمنياً وسياسياً ودينياً وإعلامياً. واستأنس الرئيس حافظ الأسد برائد المشروع البشيري النائب ميشال المر ومشروعه القاضي بإعادة المجتمع خمسين عاماً ونيفاً إلى الخلف حيث القبلية والعشائرية، قبل أن يقدم الرئيس إميل لحود مشروعه الخاص: أبقوهم حيث هم، وأشغلوهم بالرياضة.
وهكذا، يقول أحد النواب العونيين، أبقي الجمهور على المدرجات نفسها وتغيرت موسمياً العروض. حكم خصوم بشير سياسياً جبل لبنان ربع قرن من دون أن يحاولوا جدياً إقناع للمسيحيين بأن النموذج البشيري في عسكرة المجتمع وتشريع القتل وتكريس القيادة الأحادية كان كارثياً وسبّب تمزيق المجتمع وتعميق الهوة بين أبنائه. قالوا عملياً له: أحبوه واعبدوه وحتى ألّهوه، في منازلكم فقط، وفي غرف نومكم إذا أمكن. ولم يعل طوال تلك المرحلة وحتى اليوم صوت مشروع يصارح المسيحيين بالقول إن الخيار الاستراتيجي لبشير ألحق الهزيمة الأكبر بالمسيحيين منذ وجدوا في جبل لبنان نتيجة وقوف الدبابات الإسرائيلية متفرجة على الاندحار المسيحي في الجبل وشرق صيدا.
لاحقاً، لم تكن «براءة سمير جعجع براءة» مشروعاً، ولا «عون راجع» كذلك. لكن بعد عودة الأخير وخروج الأول، كان لا بدّ من بروز مشروع. هذا أقله ما أمله كثيرون، يقول أحد الوزراء السابقين. مشروع بمعنى قضية تلتم حولها فعاليات المجتمع وتواكبها موجة شعبية جدية وضغط إعلامي، على غرار الإمساك الحريري بالسلطة عند الطائفة السنية وسلاح حزب الله عند الطائفة الشيعية.
عونياً، كان يمكن التفاهم مع حزب الله معطوفاً على الرؤية الاقتصادية المفترضة والنشاط النيابي اللافت والتمثيل الحكومي القوي وتبادل الثقة مع النظام السوري في لحظة قوته الغابرة، أن يمثلوا بداية مشروع. لكن لم يكتب العماد ميشال عون للمبادرات الخطية التي كتبها بنفسه في أكثر من مناسبة أن تحيا. فبموازاة التراخي الحزبي العوني غير المبرر وغياب الهدف الإعلامي، آثر عون تشتيت التجمعات المسيحية المختلفة التي سعت إلى أن تلتف حوله في مناسبات مختلفة، ولم تتحول لقاءات عون الإيجابية بالرهبانيات وغيرها إلى حلقات ضمن مشروع متكامل. وباستثناء العشاءات الدورية لهيئات التيار الوطني الحر في الخارج، لا يمكن أبداً الحديث عن لوبي عوني ذكي يشرح الموقف العوني السياسي في العواصم الدولية ويحاول حشد الدعم، سواء الشعبي أو الإداري الدولي له. وفيما تبدو المشاريع الخاصة بنواب التكتل وغالبية وزرائه واضحة، لا يمكن تحديد مشروع التيار الوطني الحر أو قضيته التي يعمل لأجلها. ويشير أحد المطلعين عن قرب على ملف الأقليات المسيحية في العالم العربي إلى أن تكرار الحديث عن المشكلة لا يكفي وحده لحلها، لا بل يكشف عجز المتحدث عن تقديم حل. مع العلم بأن المتابعة العونية لهذا الملف كانت إعلامية فقط. ورغم استحالة مرور ساعة من دون حديث أحد المسؤولين العونيين عن «التهديد الفعلي للوجود المسيحي في المنطقة»، لا يصارح أحد من هؤلاء المسؤولين ناخبيه بما فعله شخصياً للحد من هذا التهديد أو لمعالجة تداعياته. وفي رسالته إلى البابا بنديكتوس السادس عشر، يحمّل الجنرال مسؤولية «التهديد الفعلي» لـ«الحروب التي يغذيها الغرب». والحل برأيه يكون «بوعي أوروبا والولايات المتحدة لمخاطر السياسة التي ينتهجونها». ويتميز عون هنا عن السياسيين الآخرين بتحديده في رسالته للبابا ما يريده منه: نريد منك أن «تحثّ الأوساط التي بإمكانها درء تلك الأخطار، على القيام بما عليها، للمحافظة على هذا المكوّن الأساسي من مكونات النسيج المشرقي».
أما القوات اللبنانية، فعدلت كلمة واحدة في قضيتها بعد ثلاثين عاماً على اغتيال مؤسسها، لتغدو: حرية أهل السنة في الشرق، بدل حرية المسيحيين فيه. وفي غياب الأوراق الاقتصادية والاجتماعية التي لا تقدم أو تؤثر شيئاً في برامج الأحزاب اللبنانية وقدراتها الاستقطابية، لا يمكن الباحث مهما سأل ونزل من معراب أو طلع صوبها، فهم المشروع الذي يحمله جعجع اليوم. والواقع أن جعجع، خلافاً لعون، لا يقدم نفسه أبداً حالياً كصاحب مشروع، ففي الصراع الدولي الدائر على سلاح المقاومة يعلم جعجع أكثر من غيره ربما أنه مجرد جزء من مشروع. وفي الداخل اللبناني، ليس جعجع بصدد جمع الرهبانيات حوله ولا تعزيز قدراته الإعلامية جدياً ولا بناء لوبي خارجي حقيقي ولا إنشاء جبهة مسيحية محلية تكون الشخصيات السياسية التقليدية قاعدتها. كل ما يعنيه هو كسر عون انتخابياً وشعبياً. وفي كثير من الحالات، يمكن أحد المتابعين اختصار المشروع الجعجعي بمناقضة عون في كل ما يقوله ويطرحه. ففيما يردد عون مثلاً ما تقوله كل الكنائس، سواء في العالم العربي أو الغرب أو حتى في الهند عن «تهديد الوجود المسيحي في الشرق»، يخرج جعجع قبيل وصول البابا ليقول إن «مسيحيي المنطقة بألف خير ولا خوف عليهم». ولولا تشدد اللجنة المنظمة للزيارة، كان جعجع يرغب في تنظيم رحلة حج للبابا بالتنسيق مع أصدقائه الطرابلسيين إلى أراضي الزاهرية وباب التبانة ومعلَم الـ KFC السياحي ليريه كيف أن «أوضاع المسيحيين بألف (ألف) خير ولا خوف عليهم»، مع حرص جعجع على إحياء الاحتفالات بين عام وآخر بالمشاريع المتوفاة، كذكرى بشير الجميل الأسبوع الماضي، وإغداق المستمعين بالأشعار التي تنافس بمضمونها الخيالي الأشعار السليمانية عن «واحات الأفكار ورسائل الحرية وعيش الشرق والغرب المشترك».
في استقبال البابا، من تجمع ترحيبي إلى آخر، بدا المستقبلون صورة بلا صوت. ضيع «المكوّن المسيحي» فرصة استثنائية لتحديد ما يريده سياسياً من البابا: أيضمن الحبر الأعظم لهم تدخله عند العواصم المعنية بإقرار المجلس النيابي قانون الانتخابات، ليعيد لصوت الناخب المسيحي تأثيره؟ أم يوفر عبر الاتحاد الأوروبي أو غيره إنشاء عشرات المشاريع الإنتاجية الكبيرة في بلدات الريف المسيحي تحدّ من الهجرة الاقتصادية المسيحية؟ أم ماذا؟ طغى استحداث كنيسة في القصر الجمهوري على صلاحيات هذا القصر، وصورة الزعماء مع نيافته على مضمون ما يقولونه له. وفي غمرة الكذب، تجاهل المعنيون الإضاءة حتى على مشاريعهم الصغيرة الخاصة. لم يقل المسيحيون للبابا ماذا يريدون منه، غير الصلاة لأجل لبنان. ليغادر بذلك البابا بنديتكوس السادس عشر العاصمة الحريرية ومطار رفيق الحريري الدولي من دون أن يصافح مارونياً واحداً، في جيبه مشروع.
قبيل مغادرته، كانت ابتسامته المودعة تعرف كل شيء؛ هو يعلم أن الإحباط سيتفاقم والهروب سيزداد حين يأتي البابا بشحمه ولحمه ولا يتغير في واقع المسيحيين بالمنطقة شيء.
 

 

Aucun commentaire: