Mosaique de la chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj

Mosaique de la chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj
Mosaique de la Chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj

La tâche prophétique de l'agent de communication chrétien

« L'agent de communication chrétien en particulier a une tâche prophétique, une vocation: dénoncer les faux dieux et les fausses idoles d'aujourd'hui — matérialisme, hédonisme, consumérisme, nationalisme étroit, etc. ... — proclamant à tous un ensemble de vérités morales fondées sur la dignité et les droits humains, l'option préférentielle pour les pauvres, la destination universelle des biens, l'amour des ennemis et le respect inconditionnel de toute forme de vie humaine, de la conception à la mort naturelle; et la recherche de la réalisation la plus parfaite du Royaume dans ce monde, tout en demeurant conscient que, à la fin des temps, Jésus restaurera toutes choses et les retournera au Père » (cf. 1 Co 15,24)." {

{L'ethique dans les moyens de communication sociale", Mgr John Folley Vatican 2000}

samedi 6 avril 2013

لن يقوم المسيح من القبر وحيدا


٦/٤/٢٠١٣- ملحق النهار 

المسيح العربي لم يقم

المسيح العربي مضفوراً لفاتح المدرس.

للذين احتفلوا بالقيامة وبالفصح وفق التقويم الغربي، أقول لهم عبثاً تعيّدون وتحتفلون. فالمسيح العربي لم يقم. ولا أعتقد أنه سيقوم قريباً في الفصح وفق تقويمه الشرقي. فالشعوب العربية في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق والأردن ومصر وسواها، لا تزال في جمعة التحرّر العظيمة، وستظلّ فيها، إلى أن يحلّ فجر الحرية المهيب. 

لن يقوم المسيح من القبر وحيداً. الذين يعرفون إنجيله، ناسوته ولاهوته، جيّداً، يدركون أن من الطبع الافتدائي لدى عيسى بن مريم، أن يرجئ الاحتفال هذا، منتظراً القيامة الجماعية مع شعوبه الشرقية المضرّجة، وأراضيه المنتهكة والمسروقة، التي هي وحدها القيامة. 
أرى من واجبي أن أقول هذا للمسيحيين وللمسلمين العرب على السواء. ومن الطبيعي أن أقوله للاأدريين منهم، والمختلفين والعلمانيين والملحدين واللامبالين. فما دامت الشعوب العربية هذه ترزح تحت نير الاستبدادات من كل إسٍّ ونوعٍ وجنس، فلا معنى لأيّ قيامة. بل أقول أكثر: لا بدّ من أن يكون المسيح يرفض رفضاً قاطعاً، بمحض ذاته الحرّة، الخلاصية، الكفاحية، والمناضلة، أن ينهض من القبر مدحرِجاً حجر النير التوراتي، ليحيا وحيداً عظمةَ القيامة، في حين أن شعوبه الأصلية، ها هنا، قتيلة، أو هي تعاني الموت اليومي المفجع على أيدي زبانية الطغيان والإرهاب الرسمي المنظّم. لن يحتفل عيسى بالقيامة قبل أن تتدحرج هياكل هذه الأنظمة الديكتاتورية القاتلة، ومعها هياكل أنظمة الإستبداد البديلة التي استتبّت حديثاً، أو تكاد.
هذه كانت مهمّته في الأرض، ولا مفرّ من أن تظلّ كذلك، للمؤمنين به، إلى أبد الدهور. هو جاء من أجل الحقّ والعدل والحرية والكرامة والحبّ والسلام، وسيكون من العار أن يتجرّأ أحدنا على الوقوف ضد الشعوب التائقة الى استعادة حرياتها وكراماتها، أو أن يقف مع الجزّارين والقتلة، أو يذهب إليهم، أو يغضّ الطرف عنهم، أو يصفّق لهم، وأحياناً يقبّل ويقهقه. 
يمكنكم أن تسألوا فرنسيس الأرجنتيني، الجالس سعيداً على كرسيّ بطرس، كيف ينأى بنفسه عن كلّ مجد واحتفال وثياب حبرية باذخة ومقيتة، وكيف يرتئي، بالتواضع الخفِر، لكن المفتقَد لدى أحباره في ديارنا ها هنا، أن ينحاز إلى عيسى الفقراء والمضطَهدين، وأن يغسل أرجل القابعين في السجون، وبأيّ انسحاقٍ يقبّل تلك الأرجل، ومن بينها أرجل نساء، إحداهنّ مسلمة (!). 
إسألوا أيضاً الجياع والحزانى والأيتام والأرامل والثكالى والنازحين والمهجّرين والمشرّدين والتائهين والساهرين في العراء والمفقودين وأصحاب الجثث المرمية في البوادي والفيافي والأودية والجبال والأزقة والشوارع والبيوت المتهدمة، فضلاً عن ساكني قبور الأنظمة.
لن نحتاج مثل المريمات أو النسوة اللواتي ذهبن إلى القبر فرأين حجره مدحرَجاً، ولا إلى توما الذي عاين مواضع الجروح، لنصدّق. كلّنا المريمات والنسوة، وكلّنا توما، لكننا لن نصدّق أن عيسى بن مريم قائمٌ الآن حقاً. يجب علينا، أولاً بأوّل، أن نضع أيدينا على جروح الشعوب العربية المصلوبة على خشبات العار، لنعاين فعل الخلاص، ولنتأكد من أن هذه الشعوب قد قامت حقاً، ومن أن زمن القيامة قد حلّ في ديارنا.
لن نصدّق، ما دمنا نعاين ونرى. يكفي أن نعاين ونرى أمامنا هؤلاء الأسياد الأحبار، ذوي القلوب – القبور المكلّسة، المرتدين بزهوٍ وصلافةٍ وثنيين، الأرجوانَ المضادّ لثوب المسيح، والمتنكّرين لرسالته، والمتغرّبين عن شعوبهم، فولكلوراً ونفاقاً وانتهازاً وتقلّباً وازدواجيةً ولفظاً وعنجهيةً وبرفيراً وعجرفةً وجهلاً وعربدةً وبذخاً وفخفخةً، لنتأكد من أن المسيح لم يقم، ومن أنه لا يريد أن يقوم الآن، ولا غداً، قبل أن يراهم يعودون إلى شعوبهم و"حظائرهم". فليرعوِ هؤلاء الذين يقودون شعوبهم وخرافهم إما إلى المنافي، وإما إلى الذمّية وملاحم الجزّارين وسكاكينهم المسنونة. فليعودوا إلى "البيت"، بيت عيسى المسيح العربي، عودة "الأب الضالّ". والتعبير لسمير قصير.
يتراءى لبعض العظاميين المنتفخين بنفوسهم، من الأحبار والأسياد والسياسيين، أننا نستهدفهم بحملاتٍ نقدية منظّمة. حسناً. لسنا صغار العقول والنفوس، وهم ليسوا مستهدَفين ولا ضحايا، بل فقط خارجون على مسيحهم الحرّ، ومتنكّرون لهواجس شعوبهم. فليرعووا. 
على رغم هذا كلّه، وغيره، نصدّق أن عيسى بن مريم سيقوم. بل هو قائم الآن حقاً في الخفية والخفر والتواضع والانسحاق والحبّ والمراعاة، لكنه منتظرٌ مجيء الساعة ليقوم القيامة الجماعية الخارقة مع شعوبه كلّها.
آنذاك فقط سنصدّق حقاً، وسنسمح لأنفسنا بأن نقول للشعوب كلّها، تيمّناً بقوله: طوبى للذين لم يروني وصدّقوا. أو... آمنوا.

عقل العويط

Envoyé de mon iPad jtk

Aucun commentaire: