Mosaique de la chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj

Mosaique de la chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj
Mosaique de la Chapelle Redemptoris Mater ,par Marko Rupnik sj

La tâche prophétique de l'agent de communication chrétien

« L'agent de communication chrétien en particulier a une tâche prophétique, une vocation: dénoncer les faux dieux et les fausses idoles d'aujourd'hui — matérialisme, hédonisme, consumérisme, nationalisme étroit, etc. ... — proclamant à tous un ensemble de vérités morales fondées sur la dignité et les droits humains, l'option préférentielle pour les pauvres, la destination universelle des biens, l'amour des ennemis et le respect inconditionnel de toute forme de vie humaine, de la conception à la mort naturelle; et la recherche de la réalisation la plus parfaite du Royaume dans ce monde, tout en demeurant conscient que, à la fin des temps, Jésus restaurera toutes choses et les retournera au Père » (cf. 1 Co 15,24)." {

{L'ethique dans les moyens de communication sociale", Mgr John Folley Vatican 2000}

mardi 2 avril 2013

TP 2 Noura



عمل تطبيقي في المناسبات والوسائل الإعلامية
إعداد
نورا 


آذار 2013
التصميم

.
مقدمة

.
مقالان من جريدة النهار
.
مقالان من جريدة السفير

.
خاتمة






.
مقدمة
" تشكل ثقافة الشبكات الاجتماعية، والتغيرات في أشكال التواصل وأنماطه، تحديات صعبة للذين يرغبون في التكلم عن الحقيقة وعن القيم. ففي كثير من الأحيان، كما هو الحال بالنسبة للعديد من وسائل الاتصالات الاجتماعية الأخرى، يبدو أن الدلالة والفعالية لأشكال التعبير المختلفة مقيدة بمدى شعبيتها أكثر من أهميتها الذاتية وصلاحيتها. ترتبط الشعبية كثيرا أيضًا بالشهرة، أو باستراتيجيات إقناع أكثر من ارتباطها بمنطق الحُجة. ففي بعض الأحيان، يمكن أن يغرق صوت العقل الهادئ تحت ضجيج سيل المعلومات الجارف، فيفشل في جذب الانتباه، الذي يعطى للذين يعبرون عن أنفسهم بطريقة مقنعة. إذا تحتاج وسائل الاتصالات الاجتماعية الى التزام جميع الذين يدركون قيمة الحوار، والنقاش العقلاني، والتحجج المنطقي؛ إلى الأشخاص الذين يسعون لتنمية أشكال تحاور وتعبير تقوم على التطلعات النبيلة لمن يشارك في عملية التواصل." (رسالة اليوم العالمي لوسائل الإتصالات الإجتماعية، قَدَاسَةُ الْبَابَا بِنِدِكْتُسْالسَّادِسَ عَشْرَ، سنة 2013). ففيما أدناه، حاولتُ أن أختار أربعةَ مقالاتٍ متنوعة من صحيفتين مكتوبتين مختلفتين على أن تكون خلفيات الأشخاص مختلفة. فالمقال الأول من جريدة النهار هو نقلاً عن "رويترز" أما الثاني هو بقلم رئيس تحرير الجريدة المذكورة أعلاه. أما بالنسبة الى جريدة السفير، فالمقال الأول هو لكاهن يعتلي منصب رئاسة جامعة الروح القدس-الكسليك، أما الثاني فهو شهادة حقيقية لصحافي مُسلم عن جماعة مسيحية تعمل من أجل خير الإنسان.

.
مقالان من جريدة النهار
1.
المقال الأول:
قدم البابا فرنسيس أمس نفسه محامياً  عن "كنيسة فقيرة، كنيسة للفقراء" في لقاء في الفاتيكان مع آلاف من ممثلي  وسائل الاعلام العالمية الذين تمكن من اغوائهم مجددا ببساطته وحس الفكاهة الذي يتحلى به.


عرض البابا الجديد نظرة صادقة عن اللحظات التي تلت انتخابه، قائلاً للصحافيين إنه أُلهم باختيار اسم القديس فرنسيس الاسيزي نظراً الى عمله من أجل السلام والفقراء، وأنه هو نفسه يود رؤية "كنيسة فقيرة وكنيسة للفقراء".

وفي خروج عن نصه المعد سلفاً في لقاء خاص مع الصحافيين والضيوف في قاعة الاحتفالات في الفاتيكان، قال:"اسمحوا لي أن أخبركم قصة". ثم شرح لهم كيف شجعه صديقه البرازيلي الكاردينال كلاوديو هيومز عندما بدا أن الاقتراع يميل لمصلحته وأنه سيحصل على الثلثين الضروريين لانتخابه. وأضاف: "عانقني(هيومز)  وقبلني وقال لي: لا تنسَ الفقراء. وهكذا على الفور فكرت في اسم فرنسيس الاسيزي" الذي عاش حياة زهد وفقر. ولفت الى أن البعض تساءلوا ما اذا كان اسمه اشارة الى شخصيات أخرى تدعى فرنسيس، بما فيها أحد مؤسسي الرهبانية اليسوعية فرنسيس كزافييه، موضحاً أنه استلهم اسم فرنسيس الاسيزي مباشرة بعد الانتخاب عندما فكر في الحروب. وأضاف أن القديس فرنسيس الاسيزي كان "رجل الفقراء. رجل السلام. رجل أحب الخليقة واهتم بها... كم أود كنيسة فقيرة وكنيسة للفقراء". ثم مازح الحضور قائلا إن بعض الكرادلة اقترح عليه أسماء أخرى، مثل أدريان السادس، تيمنا باصلاحي كبير للكنيسة، في إشارة الى الحاجة لاعادة اصلاح البيروقراطية الفوضوية في الفاتيكان، أو كليمان الخامس عشر انتقاما من كليمان الرابع عشر الذي ألغى الرهبانية اليسوعية عام 1773.
ولفت الى أن الكنيسة مثلها مثل أية مؤسسة أخرى فيها "فضائل وخطايا"، وحض الصحافيين على التركيز على "الحقيقة  والجمال" في عملهم.
الى ذلك، حرص البابا على شكر ممثلي وسائل الاعلام لعملهم منذ استقالة بينيديكتوس الـ16. وبابتسامة كبيرة، قال للحاضرين: "كان لديكم الكثير من العمل".
وصفق  له مراراً المدعوون من المراسلين الاجانب وصحافيي "إذاعة الفاتيكان" و"لوسرفاتوري رومانو".
ووسّع البابا فرنسيس الدعوة الى عائلات الصحافيين، في مبادرة غير مسبوقة ليتاح لها رؤية الرجل الذي تمكن خلال أربعة أيام من جذب انتباه العالم بمبادراته الودية.
ولم يرد الحبر الاعظم على آلاف الاسئلة التي تمنى طرحها عليه الصحافيون، مكتفيا بالقاء خطابه ومصافحة أشخاص سحبت اسماؤهم بالقرعة.
وقبل لقائه الصحافيين أمس، صلى البابا  في كهف لورديس بحدائق الفاتيكان.
واظهرت لقطات عرضها تلفزيون الفاتيكان البابا وهو يصل الى الكهف مع وفد صغير ويصلي بمفرده قبل ان يركب السيارة ويغادر.

زيارة بينيديكتوس الـ16


الى ذلك، أفاد الفاتيكان في بيان ان فرنسيس سيقوم بزيارة بينيديكتوس الـ16 في 23 آذار في كاستل غاندولفو، المقر الصيفي للبابوات قرب روما، حيث يقيم منذ استقالته في 28 شباط.

واوضح أن البابا الارجنتيني سيغادر الفاتيكان على متن طائرة هليكوبتر الساعة 11:00 بتوقيت غرينيتش على أن يصل في 11:15 بتوقيت غرينيتش الى كاستل غاندولفو، حيث من المقرر ان يتناول الغداء مع سلفه.

¶ في بوينس ايرس، أكد ابراهام سكوركا (62 سنة) عميد المعهد الحاخامي في اميركا اللاتينية والصديق القديم لخورخي ماريو برغوليو  ان البابا فرنسيس يفعل ما يبشر به، وان حرصه على العدالة الاجتماعية ليس لفظة خالية من المضمون.

وقال: "لا اعرف بالضبط ما ينوي القيام به، لكنه يقرن القول بالفعل. ولا يدهشني ألا يستقل السيارة الخاصة (بعد انتخابه). فهو لم يقع قط في فخ الكبرياء".


أسئلة حول المقال الأول:

? من كتب المقال ؟
المقال نقلاً عن " و ص ف، رويترز، أ ب".

? ما هو فحوى الموضوع المطروح؟
ينقل هذا المقال حقيقة صورة البابا الجديد الذي يفعل ما يبشر به وهو قريب من الناس والصحافيين ولديه حسّ فكاهة مميز ولا يعرف الكبرياء. كما يشرح لنا أسباب إختيار البابا لإسمه إذ أنه يُريد أن يقود كنيسة يسوع المسيح، على مثال القديس فرنسيس الأسيزي، ليجعل منها "كنيسة فقيرة وكنيسة للفقراء" ونحو ميناء السلام.
كما توجه البابا بكلمة الى الصحافيين، حضّهم من خلالها على التركيز على "الحقيقة والجمالفي عملهم. وفي ختام المقالة، إعلان عن زيارة البابا فرنسيس للبابا بنديكتوس السادس عشر في 23 آذار في كاستل غاندولفو المقر الصيفي للبابوات قرب روما.

? الى من يتوجه بكلامه؟
الكلام موجهٌ الى كل القراء وبالأخص الى الكنيسة، إكليروساً وعلمانيين والى الصحافيين.

? المكان؟ والزمان؟
جريدة النهار، بيروت- لبنان، بتاريخ: الأحد 17 آذار 2013- السنة 80 - العدد25022.

? التقنيات المستعملة؟
مقالة في الصحيفة المكتوبة والصادرة يومياً وعلى الصفحات الإلكترونية.

2.
المقال الثاني:

لم أكن أتوقع أن أجد بابا أحب الى قلبي من يوحنا بولس الثاني، الظاهرة التي سحرتنا جميعاً، والمقبل على قداسة بعد حين. لم أحبب البابا المستقيل بينيديكتوس السادس عشر. قبلته عقلياً، ومن منطلق انتمائي الى الكنيسة الكاثوليكية الجامعة. واعترفت بسلطته الروحية عليّ. ودافعت عنه كرجل فكر ومنطق وعلم وعقيدة، خصوصاً أنني كنت أعلم كم ساعد يوحنا بولس الثاني في حبريته، لتثبيت العقيدة، وجعلها أقرب الى المنطق في عالم اليوم.

لم يتوقع أحد أثناء الترجيحات، ذلك الأميركي اللاتيني، الآتي من أقصى بلاد العالم، بل من الفقر والعوز، ليرتقي أعلى سدة في العالم. فهو أكبر رئيس دولة، والأقوى، إذ لا وقت محدداً لاستقالته، ولا انتخابات تطيحه، وله سلطات واسعة لا يحدها مجلس نواب وأمّة، أو حكومة تحدد صلاحياته، وتخفف انطلاقته واندفاعه.
لا يأتي البابا فرنسيس الى الكنيسة الكاثوليكية فقط، بل الى عالم اليوم الممتلىء كبرياء، وبغضاً، وحسداً، وجريمة، وطمعاً... يأتي حاملاً غصن الزيتون الذي باتت تفتقده شعوب وأمم ودول  غارقة في الحروب العبثية، والاقتتالات في ما بين الاخوة.
صحيح أنني كنت من أشد المعجبين بيوحنا بولس الثاني، ومازلت، الا انني اليوم ازداد فخراً بانتمائي الى كنيسة يرأسها فرنسيس هذا المتواضع، المحب، الفقير، المأخوذ بمسيح التواضع والمحبة والفقر.
البابا، كأي مسؤول آخر، محكوم بتقاليد تقيد حركته، بل حتى انفعالاته، وتجاوبه مع الناس، وخصوصاً مع المؤمنين. لكن البابا فرنسيس، ابن عالم اليوم، والمدرك لهواجس الناس، وأنواع قلقهم، وارتيابهم في أمور كثيرة، قرر أن ينزل اليهم، بل أن يبقى على ما كان في موطنه الأرجنتين، حيث كان قريباً من الفقراء، والعجزة، والمعوقين، وكل أصحاب الحاجات الخاصة، الجسدية والنفسية.
هكذا يعيد البابا فرنسيس "مسحنة" الكنيسة، إذ ان الأخيرة بتقاليدها، وبهرجتها، وغناها المادي، لا تشبه المسيح ابن الناصرة المولود في مغارة، والراكب حماراً، والمعلّق على الصليب. وهذا موضوع شك دائم وارتياب لدى كثير من المؤمنين. وهذا ما نحمل عليه دائماً من أجل مصلحة الكنيسة وأبنائها، لا حسداً ولا طمعاً ولا تصفية حسابات وما اليها.
البابا فرنسيس بحركته اليوم، من فوق، من رأس الهرم، سيعطي درساً في المحبة والتواضع، لكل البطاركة والمطارنة، وأيضاً الى الكهنة والرهبان، وأيضاً الى رجال الدين من غير المسيحيين، للعودة الى أصول الدين، كل دين، وينابيعه، إذ إن الأديان وجدت لخدمة الانسان، ولرقي الانسان، وللقاء الانسان بأخيه الانسان، لا للتفرقة، ورفض الآخر، والدفع الى قتله، وللنزول به الى مدارك الغرائز التي تناقض العقل، ولتحويله خادماً لدى مسؤولي الطوائف والمذاهب، وخاضعاً من دون القدرة على الرفض، بل حتى على ابداء الرأي.
البابا فرنسيس نحن معه في حركته للتغيير، لأنه الرجل الذي كنا نطمح اليه في هذا الموقع الحساس. انه البابا الذي نشعر فعلاً بأبوته.  


أسئلة حول المقال الثاني:

? من كتب المقال ؟
المقال بقلم غسان حجار.

? ما هو فحوى الموضوع المطروح؟
في هذه المقالة يُعبر غسان حجار عن رأيه ونظرته وإعجابه بالبابا الجديد وتوقعاتهالإيجابية للجوّ الذي سيعكسه هذا الرجل بروحانيته التُقويّة وبتواضعه وقربه من الضعفاء.

? الى من يتوجه بكلامه؟
هذه المقالة موجهة لكل البطاركة والمطارنة والكهنة والرهبان، وأيضاً الى رجال الدينمن غير المسيحيين والى الشعوب الغارقة في العبثية والحروب.

? المكان؟ والزمان؟
   جريدة النهار، بيروت- لبنان، بتاريخ: الخميس 28 آذار 2013، السنة 80  ، العدد25032

? التقنيات المستعملة؟
مقالة في الصحيفة المكتوبة والصادرة يومياً وعلى الصفحات الإلكترونية.

.
مقالان من جريدة السفير
1.
المقال الأول:
« قــام قـداســةُ الـبــابــا... وذهــب »

فاجأ البابا بنديكتوس السادس عشر العالمَ أجمع باعلانه، في 11 شباط الفائت، عن «ذهابه»، في 28 منه. نزل على قداسة البابا وابل من التساؤلات والتحليلات عن فحوى هذا القرار، خاصّة أنّ عدد البابوات الذين استقالوا، على مرّ التاريخ، لا يتجاوز اصابع اليد الواحدةوأدّت حمّى التساؤلات غالبًا إلى ضياع في التوجّه الفكري وفي طرح الموضوعفالمراد الأول من هذا المقال هو تظهير مبدأ الجواب على التساؤلات المشروعة عن استقالة البابا، لأنني أعتقد أنّ الكثيرين التقطوا أمورًا وأحداثًا محيطةً بحياة البابا وبخدمته وبإدارته، فوضعوها أمام شخصه ولوّنوه بها، بحيث إنّها حجبتْه. هي حياته، وهي هويّته، وهي تعاليمه التي تكشف معنى هذا الحدث الجلل.

صحيح أنّه «قام» و«ذهب». لكنّ «ذهاب» الاستقالة يأتي في خطّ «ذهابات» عديدة في حياة بنديكتوس السادس عشر. هو من غاص في كلمة الله فتأمّلها وعاش منها. قرأ إنجيل مرقس، فرأى كيف أنّ فعل «ذهاب» الربّ هو لتتميم الرسالة، وفقًا لإرادة الله، وأنّه يتمّ على ضوء قيامة الربّ يسوع التي يشير اليها الإنجيليّ من خلال فعل «قام» (مرقس 1: 35 - 38؛ 14: 42).
على غرار معلّمه الإلهيّ، «ذهب» جوزف راتزينغر، أي البابا بنديكتوس السادس عشر، مرّات عديدة، بعد الصلاة، من وإلى حالات معيّنة، تحقيقًا لإرادة اللههو الذي لم يغلق حياته على أفق الأرض، بل فتحها على آفاق القيامة. فنعرف أنّه أتى الأرض يوم سبت النور، على مشارف عيد القيامة، سنة 1927، من أب وأمّ، اسمهما يوسف ومريم. و«ذهب» من البيت الوالديّ إلى الحياة الإكليريكيّة والكهنوتيّة، تلبية لنداء الله. ثمّ أضحى أستاذًا للّاهوت.وبعدها، «ذهب» إلى الدعوة الأسقفيّة، فالكارديناليّة. ومن ثمّ، «ذهب» من المانيا إلى الفاتيكان، تلبية لنداء الله من خلال إرادة البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني، ليصبح رئيس مجمع عقيدة الإيمان. وعندما حان وقت الاستقالة بسبب العمر، وفق القانون الكنسيّ، ولماّ أصرّ البابا الطوباويّ على إبقائه في منصبه، غيّر وجهته عن الاستقالة و«ذهب» إلى الأمام في الخدمة الموكلة إليه. وفي الثامنة والسبعين من العمر، أفصح أمام مساعديه عن توقه الشديد إلى السكينة والسلام، ولكنّه «ذهب» من هذه الحالة إلى الخدمة البابويّة التي تعجّ نشاطًا وصخبًا رسوليًّا، وقال: «من الواضح أنّ ارادة الله مختلفة عن رغبتي. فالآن تبدأ مرحلة جديدة ومختلفة. لكنّ الله سوف يكون معي». إذًا، لقد قام بكلّ هذه «الذهابات»، تلبيةً لنداء الله، بعد صلاة ومحاكاة طويلة مع الساكن في الأعالي. لقد «قام» بهذه «الذهابات»، على ضوء قيامة الربّ الممجّد إلى الأبد، وليس تحت تأثير إنسان أو أمر طارئ حوله.
أليس من السهل، إذًا، قراءة «ذهاب شباط 2013»، أيضًا تلبيةً لنداء الله، بعد الصلاة، في السياق عينه؟ ففي إعلان الاستقالة، في 11 شباط، يقول قداسة البابا إنّه اتخذ هذا القرار الحرّ، بعد فحـص ضمير عميق أمام اللـه، ووصـل اليه لأنّ قـواه لم تعد تسـمح له بالقيام بمهام السدّة البطرسيّة. وقال، قُبيل «ذهابه»، الأحد 24 شباط: «أشعر أنّ كلمة الله هذه (انجيل التجلّي) موجّهة بشكل خاص إليّ، في هذا الوقت من حياتي. إنّ الربّ يدعوني إلى الصعود إلى الجبل، إلى أن أنصرف اكثر إلى الصلاة والتأمل. لكنّ هذا لا يعني انّني اترك الكنيسة، بل، بالعكس، إذا كان الله يطلب منّي ذلك، فلكي أستطيع، تحديدًا، متابعة خدمة الكنيسة بالتكرّس ذاته وبالمحبة ذاتها اللذين حاولت خدمتها بهما حتى الآن، ولكن بطريقة ملائمة لعمري ولقواي». فالاستقالة هي حركة نبويّة، مـثل موسى الصاعد إلى الجبل ليسمع كلمة الله، ومثل يسوع مع تلامـذته الثلاثة على جبل طابور يتـجلّى، وهي تـتمّ تلبيةً لنـداء اللهإنّ هذه الأفكـار تُسقط عن «الذهاب» الأخير عنوان «ذهاب الاستقالة» لمصلحة عنوان «الذهاب النبويّ إلى الجبل، جبل الصلاة والتأمّل والكتابة»، تلبيةً لإرادة الله.
هذا المستجد في شباط 2013 هو صـدًى لما عبّر عنه الـبابا، قـبل ثلاث سنوات. فالتفكير بمفهوم استـقالة أيّ بابا لـيس وليـدَ ساعته، أو هو نتيجة ضغط انسان أو ظرف على قداسته. فعندما سأله الصحافي بيتر سيـفالد في كتـاب «نور العالم»، سنـة 2010: «إنّ أكثر الحالات (مشاكل الكهنة المعروفة مؤخّرًا) تعـود إلى عشرات السنين إلى الوراء. ولكنها تثقل كاهل حبريّتكم. فهل فكّرتم بالاستقالة؟»، أجاب قداسة البابا: «عندما يشتدّ الخطر، لا يجب الهروب. لذا، بالتأكيد، ليس هذا هو الوقت الملائم للاستـقالة. ففي اوقات مثل هذا الوقت، تجب المقاومة وتخـطي الوضـع الصـعب القـائم ...». فعاد الصحافي وسأل: «إذًا، هل مـن الممكن التـفكير بحالة تعتبرونها ملائمةً لكي يستقـيل البابا؟» وأجاب قداسـته: «نعم. عندما يصل البابا إلى قناعة واضحة أنّه لم يعد قادرًا، جسديًّا، أو نفسيًّا، أو عقليًّا، على اتمام الخدمة الموكلة إليه، عندها، يستطيع، وفي بعض الحالات، عليه، أن يستقيل». إنّه موقف يعبّر عن شجاعة كبيرة.
ويتكلّم قداسة البابا، في إعلان الاستقالة، عن جسامة فعله. ولكنّه غير قلق على الكنيسةففي كتابه: «الكنيسة» (2008)، يعتبر قداسته أنّ النصّ المحوريّ عن البابويّة وعن كرسيّ بطرس في الإنجيل الأوّل (متى 16: 17 - 19) يتضمّن وعدًا إلهيًّا، موجّهًا إلى بطرس، ولكنّه يشمل الشعب كلّه، وهو يمتدّ إلى كلّ الأزمان. ويتابع قداسته: «إنّ قرارات بطرس الكنسيّة هي على الأرض وفي السماء، أي إنّ لها قيمة أيضًا أمام الله». من هنا الإيمان الكاثوليكيّ في الكنيسة، بأنّ كلّ قرار صادر عن البابا، خليفة بطرس، هو صحيح وحقّ. من هذا المنطلق بالذات، تبنّى الكثيرون في الكنيسة موقف قداسته بالاستقالة، فهذا قرار حرّ وصادر عنه، وهو مطابق للاهوت الكنيسة الذي ينعكس في قانونها المتكلّم عن استقالةٍ محتملةٍ للبابا (مادة 332، رقم 2). هذا الوعد إلى بطرس هو في وسط الإنجيل الأوّل، أي في قلبه، إنّه وعد الربّ الذي، وفق بداية الإنجيل ذاته ونهايته، هو عمّانوئيل، أي الله معنا (متى 1: 23)، والربّ القائم الذي سوف يبقى مع كنيسته حتى انقضاء الدهور (متى 28: 20). فالله يحفظ الكنيسة بشكل سريّ ويبقى فيها، وهذه الحقيقة هي أسمى من تكاثر عـدد المؤمنين أو تناقصه، وأسمى من الأشخاص والمؤسسات الموجودة في الكنيسة، وأسمى من أيّ محسوس فيها، وهي تعلو المشاكل التي قد تعـصف بها. ولأنّه يعي بُعْدَ هذا الوعد الإلهيّ ذي القيمة الدائمة، قال البابا، بتواضع يثير الإعجاب والاحترام وبعمق لاهوتيّ قلّ نظيره، إذ توجّه إلى الكرادلة المجتمعين لوداعه، في 28 شباط الفائت: «بينكم، في مجمع الكرادلة، يوجد البابا العتيد الذي، منذ اليوم، أعده باحترامي وطاعتي غير المشروطين».
هذه الاعتبارات جميعها، تبيّن البابا بنديكتوس مأخوذًا بشغف الله والكنيسة، كما قال أيضًا في خطابه الأخير هذا أمام الكرادلة. إنّه وجه مشرق من تاريخ الكنيسة، إنّه المرتفع بتواضعه العميق أمام الله وأمام الكنيسة.
حين نفقه هذا الجانب من الأمور، نجعل مفهومنا لهذا الشخص ينسكب على اسئلتنا، المشروعة، فينيرها أو ينير غالبيّتها، فلا نحمل الأسئلة إلى أمام وجهنا بحيث تحجب عنّا بهاء الشخص الذي تأمّلنا فيه وفي مسيرته.
في العودة إلى الحقائق المعلنة في هذا المقال، نتيقّن أنّ «ذهابات» بنديكتوس السادس عشر تنخرط في تاريخ طويل لا يحدّ ذاته في الماضي والحاضر. إنّه تاريخ الكنيسة المبنيّة على الصخر والتي لن تقوى عليها ابواب الجحيم إلى الأبد (متى 1618 ). فلقد بنى البابا الفخريّ تاريخه على «الذهاب» على دروب الحياة، تلبيةً لنداء الله، كما فعل كثير من اسلافه القديسين، في نوع آخر من «الذهابات«، وفق إرادة الله. و«ذهابه» منذ بضعة أيّام جعل الجناح البابويّ في الفاتيكان مقفلاً والنافذة التي يُطلُّ منها المتشحُ بثوب البياض النقيّ مغلقةً، فها نحن بانتظار انتخابِ خلفٍ له. ولا شكّ في أنّ هذا الأخير، أي البابا العتيد، لبّى نداء الربّ في «ذهابات» عديدة سابقة وأنّه، على ضوء نور «القيامة»، سوف «يذهب» لإتمام الرسالة الجديدة الموكلة اليه. فنقول أيضًا عن ذاك الآتي قريبًا، ولكن، هذه المرّة، ليس انطلاقًا من استقالةٍ بل فرحًا ببدايةِ الرسالة البابوية: «قام قداسة البابا ... وذهب ».

أسئلة حول المقال الأول:

? من كتب المقال ؟
المقال بقلم الأب هادي محفوظ، رئيس جامعة الروح القدس الكسليك.

? ما هو فحوى الموضوع المطروح؟
هذه المقالة هي وكأنها سيرة حياة مقتضبة عن رجل الإيمان، عن نشئته وتدرجه في الكهنوت وعن حلمٍ لطالما راوده ألا وهو توقه الى السكينة والسلام والصلاة، والذي دون شكّ هو السبب الرئيسي في "ذهابه..." في إستقالته، إذا ما فهمنا هذه الشخصية الصلبةوالعميقة والتأملية.

? الى من يتوجه بكلامه؟
يتوجه بكلامه الى كل الذين تراودهم التساؤلات والشكوك حول إستقالة البابا بنديكتوس السادس عشر.

? المكان؟ والزمان؟
جريدة السفير، بيروت- لبنان، بتاريخ: 09/03/2013 العدد: 12426.

? التقنيات المستعملة؟
مقالة في الصحيفة المكتوبة والصادرة يومياً وعلى الصفحات الإلكترونية.

2.
المقال الثاني:
« راهبات الهرمل »: رسالة في قلب الحرمان
راهبات «أخوات يسوع»، رسالة مسيحية في قلب الهرمل. راهبات تجاوزن بعملهنّ حدود الطوائف والأمكنة، وجسّدن العمل الانساني والديني بكل محبة وصدق ونقاء، فجمعن بين الصلاة وعمل الخير «من دون كلل أو ملل»، فكان حضورهنّ وهدوؤهنّ المتواضعان مرجعاً للمستضعفين والفقراء، وقد حملن معهن تعاليم المسيح بإيمان خدمة للانسان من دون الالتفات إلى مذهبه أو انتمائه
تسعة وخمسون عاماً انقضت على وصولهنّ إلى مدينة الهرمل، وقد اخترن هذه الأرض البعيدة والنائية، ليثبتن أنّ الانسان هو هدفهنّ الأساسي إلى أي لون أو طائفة انتمى، وليؤكدن أنّ «الكنيسة والجامع» هما قواعد الحق الإلهي في زمن التفرقة.
حكايتهنّ في الهرمل بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي، وتحديداً من «حي الحارة»، الحي الفقير الذي تتفرع منه أزقة ترابية تضم في بساتينها الغّناء بيوتاً طينية. وقد شكّل حضورهنّ نقطة تحول حقيقية بالنسبة إلى أهالي هذا الحي الشعبي الفقير، فشاركن في تفاصيل حياته اليومية كافة، وأصبحن على مدى سنوات عدّة جزءا لا يتجزأ من مكوناته الأساسية، فقدمن الكثير من الإرشاد والتعليم والتنظيم والدورات التدريبية، في الخياطة والأعمال الحرفية النسائية، إضافة إلى مساعدتهنّ المرضى والمعوقين.
إيمانهن وإصرارهنّ على تعزيز الأخوة في الوطن الواحد، شكلّا نقطة البداية، فشيدن كنيستهنّ الخاصة في حي الحارة سنة 1961 بإذن من مطران بعلبك حينها جوزيف معلوف، الذي سمح بتأسيس «أخوات يسوع الصغيرات» في أبرشية الهرمل، ومنطقة رأس بعلبك
أسست الرهبنة الأخت مادلين، وكانت أول راهبة في كنيسة الهرمل. ثم جاءت الراهبة الفرنسية تيريزا. وعلى مدى 59 عاماً احتضنت الهرمل راهبات من جميع الجنسيات أقمن صداقات مميزة ومتينة مع الأهالي، فأصبحن منارة تشع في ليل حرمان الهرمل، وشاركن المؤسسات في دعم الأسر الفقيرة ومساعدة المرضى.
انطلقت الرهبنة في الجزائر سنة 1939، ثم انتشرت في عدد كبير من الدول الأوروبية والأميركية والأفريقية والآسيوية. يبلغ اليوم عددهنّ الإجمالي في العالم نحو 1375 راهبة ينتشرن في 70 بلداً. أمّا في لبنان فلهنّ ثلاثة مراكز، ومركزهنّ الأساسي هو في العاصمة بيروت. وقد احتضنتهن مدينة الهرمل، ووفّرت لهنّ منزلاً مستقلاً، اقتطع جزء منه وحوّل إلى كنيسة صغيرة، والجزء الآخر خصص لاستقبال المواطنين ورعايتهم. ونشأت بينهنّ وبين الجيران روح الأخوة والتعاون، فاستمر عملهنّ بالوتيرة عينها منذ وصولهنّ إلى المنطقة حتى اليوم. وامتد نشاطهنّ إلى جوار الهرمل، فكانت منطقة رأس بعلبك محطتهنّ الثانية، حيث تتشابه المعاناة وحالات الحرمان.
أما اليوم فهنّ دائمات الانشغال، يجلن على المراكز الصحية، وعلى مراكز الاهتمام بذوي الحاجات الخاصة، وعلى المرضى والمعوقين، ليقدّمن ما يقدرن عليه من المساعدات المالية و العينية والطبية بمساعدة مركزهنّ الأم في بيروت، ويجلن في المناسبات العامة والخاصة على الاهالي، حيث يشاركنهم في أفراحهن وأحزانهن، ويساهمن في تربية الأطفال، وفي إعطاء الدروس الخصوصية للطلاب ليثبتن بحق أنهنّ أصبحن جزءا لا يتجزأ من أهالي المنطقة.
»أخوات يسوع الصغيرات» دائما في قلب الحدث، في الهرمل ورأس بعلبك، وأحيانا في القاع والجديدة، ورسالتهن السماوية وإيمانهن الراسخ يتبديان نوراً ثقافياً وحضارياً في صميم المناطق المحرومة.
وتشير الراهبة مادلين، إلى أنّ للرهبانية في الهرمل أربع راهبات يعملن في أماكن عدّة، ويعتمدن على عملهن في توفير حاجاتهنّ اليومية.
وتقول»أهالي المنطقة جديرون بالاحترام، والثقة بيننا كبيرة جداً بعد الأعوام الطويلة التي قضيناها في هذا المكان الجميل، حيث الطيبة والأخلاق والتواضع والمحبة الحقيقية المجردة من المصالح الخاصة». تضيف: «نحن نقوم يومياً بعدد من الزيارات المخصصة لتقديم المساعدة للأهالي، وفي المناسبات، وهم بدورهم يبادلوننا الزيارات في مناسباتنا الخاصة».
ويشدّد جيران الراهبات في الهرمل، على الأخلاق السامية التي يتمتع بها الراهبات. ويؤكد عبد الناصر الساحلي (حي الحارة 45 عاما) أنّ «الراهبات في الهرمل، عنوان للعطاء وللمحبة والسلام في ظل الفقر والحرمان، وقد أصبحن بعد مرور عشرات السنين على وجودهنّ في حي الحارة جزءا أساسيا من مكوناته، حيث يقمن بالخدمات التعليمية والاجتماعية والصحية والثقافية، ويساعدن النساء في أعمالهن اليومية عند الحاجة، ونتشارك وإياهن في المناسبات كافة».
يضيف: «منذ طفولتنا، ونحن نَراهُنَّ في هذا الحي بثوبهن الأزرق المميز، ونشعر دائما بمحبتهنّ من خلال مساعدتهنّ لنا في المجالات كلها، وقد قدّمن الكثير من الخدمات يوم كانت الهرمل في حاجة ماسة إلى هذه الخدمات.
ويقول جورج فاضل من بلدة القاع: «منذ زمن بعيد أراهن يتجولن بين الهرمل والقاع ورأس بعلبك في أيّام البرد والحر على السواء. ينتظرن السيارات على الطرق لتقلهنّ إلى أماكن مختلفة، في سبيل خدمة الإنسان، بغض النظر عن طائفته أو جنسه أو وضعه المادي».
يضيف: «هنّ يتميزن بفقرهنّ المادي وغناهنّ الروحي والأخلاقي والإنساني. لا يتذمرنّ من شيء، تراهنّ دائماً مبتسمات في أصعب الظروف، وهذا هو جوهر المسيحية». 

أسئلة حول المقال الثاني:
? من كتب المقال ؟
        المقال بقلم علي جعفر.

? ما هو فحوى الموضوع المطروح؟
           هذه المقالة تشرح عن رسالة "أخوات يسوع الصغيرات" في الهرمل والتي هدفها الإنسان. فلا فرق عندهنّ لا في الدين ولا في العرق إنما عملهنّ قائم على تقديم الخدمات التعليمية والاجتماعية والصحية والثقافية، ومشاركة الناس حياتهم اليومية.

? الى من يتوجه بكلامه؟
         الى كل إنسان على إختلاف دينه أو عرقه أو جنسه.

? المكان؟ والزمان؟
جريدة السفير، بيروت- لبنان، بتاريخ:   16/03/2013 العدد12432.

? التقنيات المستعملة؟
     مقالة في الصحيفة المكتوبة والصادرة يومياً وعلى الصفحات الإلكترونية.


.
خاتمة
كما وجدنا في تحليلنا للنصوص المذكورة أعلاه، أن المقالات الصادرة عن صحفٍ عريقة ومعروفة بنزاهتها، لا بدّ من أن تحترم بعض القواعد المشتركة لنجاح بنية النص.
فكل مقال لا بدّ من أن يكون له كاتبٌ مُعرفٌ عنه بشكل ظاهر للعيان مع تحديد للزمان، إشكالية معينة يدور حولها الموضوع وأن يكون الجمهور المستهدف واضحٌ أثناء قراءة النص.

لكن من الملاحظات التي لفتتني أثناء بحثي عن المقالات، موضوعية بعض الصحافيين وصدقهم في نقل الحقائق حتى ولو كانت تنتمي الى الآخر المختلف. ولكنه غالباً ما لم أجد دقة في التصريح عن إسم الكاتب، فيبقى هذا الأخير مجهولاً، وخاصة المقالات التي تتطرق الى المواضيع الدينية. فتبقى هذه الملاحظة، علامة إستفهام مهمة حول الموضوع؟



2

Aucun commentaire: